الأسعار وتقشف الحكومة
عندما تقوم الحكومة برفع أسعار المنتجات البترولية وبعدها أسعار النقل وتعلن عن عزمها رفع أسعار خدمات أخرى، فإن عليها أن تعلن في ذات الوقت إجراءات جديدة للتقشف الحكومى.. عليها مثلا أن تخفض عدد السيارات الحكومية التى يستخدمها الوزراء والمحافظين ومساعديهم.. وعليها مثلا أن تخفض إنفاق مكاتب السادة الوزراء والمحافظين ومساعديهم..
وعليها مثلا أيضا أن تخفض بدلات الانتقال لأطقم الوزارات والوزراء عند عقد الاجتماعات خارج القاهرة كما يحدث الآن.. وعليها مثلا أيضًا أن تخفض المصروفات الجارية للهيئات الحكومية والتى تكلف الموازنة العامة أعباء.
لماذا؟.. حتى يشعرالمواطنون أن الحكومة تشاركهم الأعباء الخاصة بالأزمة الاقتصادية، ولا تتركهم وحدهم يتحملون تلك الأعباء المتمثلة في أعباء التضخم، الذى يعانون منه منذ عامين وأكثر.
ولا يقل أحد أن الحكومة خفضت إنفاقها عدة مرات من قبل، لأن هناك ما يمكن تخفيضه من إنفاقها حتى ولو اقتضى الأمر أن تعقد اجتماعاتها في القاهرة.
وحتى ولو كان الذى ستخفضه الحكومة ليس كبيرا، فإن قيامها به سياسيا مطلوب.. فهو يعنى أن الحكومة تشاطر الناس الأعباء، بل يتعين أن تكون هى المبادرة بذلك بدون أن يطالبها أحد.. وأعتقد أن حصول الحكومة على ثقة الناس بات ضروريا بعد حصولها على ثقة البرلمان.
