رئيس التحرير
عصام كامل

ساخرون، غراب البين يكتب: الغش‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة البنى‭ ‬آدمين؟‭!‬

غراب البين، فيتو
غراب البين، فيتو

بعد‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬اللف‭ ‬والدوران‭ ‬والمرازية‭ ‬فى‭ ‬خلق‭ ‬الله‭..‬ قررت‭ ‬أريح‭ ‬جتتى‭ ‬ساعتين‭..‬ وقفت‭ ‬على‭ ‬سور‭ ‬إحدى‭ ‬مدارس‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬وكان‭ ‬الجو‭ ‬هادئا،‭ ‬حيث‭ ‬جميع‭ ‬الطلاب‭ ‬موجودون‭ ‬داخل‭ ‬لجان‭ ‬الامتحانات‭ ‬جلست‭ ‬وانكمشت‭ ‬بين‭ ‬جناحىَّ‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬أغمض‭ ‬عينى‭ ‬سمعت‭ ‬صوتا‭ ‬لشاب‭ ‬يقول‭ ‬لزميله‭ ‬أنا‭ ‬معاى‭ ‬الأسئلة‭ ‬اللى‭ ‬اتسربت‭ ‬وكمان‭ ‬معاى‭ ‬الإجابات‭..

 

‬عايزين‭ ‬نغشش‭ ‬الأولاد‭ ‬بس‭ ‬مش‭ ‬عايزين‭ ‬حد‭ ‬يحس‭ ‬بينا‭..‬ وكفاية‭ ‬الست‭ ‬اللى‭ ‬كانت‭ ‬بتغشش‭ ‬في‭ ‬الدقهلية‭ ‬وتم‭ ‬تصويرها‭ ‬فيديو‭ ‬وبقت‭ ‬ترند‭ ‬وفضيحتها‭ ‬بقت‭ ‬بجلاجل‭ ‬وكمان‭ ‬الداخلية‭ ‬قبضت‭ ‬عليها‭ ‬وحولتها‭ ‬للنيابة..

 

 ‬وهنا‭ ‬أدركت‭ ‬أن‭ ‬المكان‭ ‬ده‭ ‬مش‭ ‬هينفع‭ ‬أريح‭ ‬فيه‭ ‬جتتى،‭ ‬فوقفت‭ ‬على‭ ‬قدمى‭ ‬ونفشت‭ ‬ريشى‭ ‬وأخذت‭ ‬أنعق‭ ‬بأعلى‭ ‬صوتى‭ ‬“قاق‭ ‬قاق”‭ ‬فراح‭ ‬الشابان‭ ‬يهشوننى‭ ‬ويقولون‭ ‬لى‭:‬ غور‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬يا‭ ‬غراب‭ ‬البين‭ ‬جبتلنا‭ ‬النكد‭ ‬والفقر‭..‬ 

 

فهربت‭ ‬مسرعا‭ ‬ولسان‭ ‬حالى‭ ‬يقول‭: ‬بقا‭ ‬أنا‭ ‬اللى‭ ‬جبتلكم‭ ‬النكد‭ ‬والفقر‭ ‬أم‭ ‬أنكم‭ ‬من‭ ‬تنكدون‭ ‬على‭ ‬أنفسكم‭ ‬وعلى‭ ‬أبنائكم‭ ‬وعلى‭ ‬جيل‭ ‬بأكمله‭ ‬تريدونه‭ ‬أن‭ ‬ينجح‭ ‬بالغش‭ ‬ثم‭ ‬تنتظرون‭ ‬منهم‭ ‬مستقبلا‭ ‬مشرقا‭..‬وتحلمون‭ ‬بأجيال‭ ‬تطبق‭ ‬العدل‭ ‬وتخلص‭ ‬لوطنها‭ ‬وأهلها‭ ‬بينما‭ ‬أنتم‭ ‬تصرون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تمنحوهم‭ ‬النجاح‭ ‬بالغش‭ ‬والتدليس‭..‬

 

 

ياخى‭ ‬جاتها‭ ‬ستين‭ ‬ألف‭ ‬نيلة‭ ‬اللى‭ ‬عايزة‭ ‬تخلف‭ ‬بنى‭ ‬آدمين‭ ‬زيكم‭ ‬مش‭ ‬عارفين‭ ‬هما‭ ‬عايزين‭ ‬إيه‭ ‬ولا‭ ‬بيفكروا‭ ‬إزاى،‭ ‬وأصبح‭ ‬الغش‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم‭ ‬هو‭ ‬أسلوب‭ ‬حياتهم‭ ‬ويورثونه‭ ‬لأبنائهم‭ ‬باعتباره‭ ‬فهلوة‭ ‬وشطارة‭!‬

الجريدة الرسمية