ساخرون، غراب البين يكتب: البنى آدمين أصبحوا جميعا نُقادا رياضيين
بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله. قررت أريح جتتى ساعتين. وقفت على فرع الشجرة وانكمشت بين جناحىَّ وقبل أن أغمض عينى سمعت صوتا يأتى من المقهى أسفل الشجرة لشاب يقول: الزمالك لو كان لعب ماتش الأهلى كان هيبقى مجلس الزمالك مالوش كلمة.
صوت آخر لرجل سبعينى يقول: أصلا البلد باظت ومبقاش فيها كرة قدم آدمية.. الواحد قرب يموت ومشكلاتنا هى هى.. صوت ثالث يقول: أنا لا أرى أحدا يعبر عن مشكلات الشعب مثلما يفعل “سيد عبد الحفيظ”.. فيرد رابعهم: رضا عبد العال هو لسان حال الشعب حاليا.
وهنا أدركت أن الليلة دى مفيهاش نوم فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى “قاق قاق” فراح زبائن المقهى يهشوننى ويقولون لى: غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر..
فهربت مسرعا ولسان حالى يقول: بقا أنا اللى جبتلكم النكد والفقر أم أنكم من تنكدون على أنفسكم ليل نهار؟! يعنى يا شوية بنى آدمين سايبين كل المشكلات اللى حواليكم وقاعدين تتخانقوا على مشكلات كرة القدم؟! فبينما حدودكم ملتهبة من كل الاتجاهات.. وبينما أشقاؤكم فى غزة يتضورون جوعا.. إلا أنكم قاعدين بتتخانقوا على كرة القدم. أما صحيح شوية بنى آدمين من كثرة خيبة الأمل أصبحوا جميعا نقادا رياضيين!