رئيس التحرير
عصام كامل

ساخرون، غراب البين يكتب: البنى‭ ‬آدمين‭ ‬أصبحوا‭ ‬جميعا‭ ‬نُقادا‭ ‬رياضيين

غراب البين، فيتو
غراب البين، فيتو

 بعد‭ ‬يوم‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬اللف‭ ‬والدوران‭ ‬والمرازية‭ ‬فى‭ ‬خلق‭ ‬الله‭. ‬ قررت‭ ‬أريح‭ ‬جتتى‭ ‬ساعتين‭. ‬ وقفت‭ ‬على‭ ‬فرع‭ ‬الشجرة‭ ‬وانكمشت‭ ‬بين‭ ‬جناحىَّ‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬أغمض‭ ‬عينى‭ ‬سمعت‭ ‬صوتا‭ ‬يأتى‭ ‬من‭ ‬المقهى‭ ‬أسفل‭ ‬الشجرة‭ ‬لشاب‭ ‬يقول: الزمالك‭ ‬لو كان‭ ‬لعب‭ ‬ماتش‭ ‬الأهلى‭ ‬كان هيبقى‭ ‬مجلس‭ ‬الزمالك‭ ‬مالوش‭ ‬كلمة‭. ‬

 

صوت‭ ‬آخر‭ ‬لرجل‭ ‬سبعينى‭ ‬يقول‭:‬ أصلا‭ ‬البلد‭ ‬باظت‭ ‬ومبقاش‭ ‬فيها‭ ‬كرة‭ ‬قدم‭ ‬آدمية..‭ ‬الواحد‭ ‬قرب‭ ‬يموت‭ ‬ومشكلاتنا‭ ‬هى‭ ‬هى‭..‬ صوت‭ ‬ثالث‭ ‬يقول: ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أرى‭ ‬أحدا‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬مشكلات‭ ‬الشعب‭ ‬مثلما‭ ‬يفعل‭ ‬“سيد‭ ‬عبد‭ ‬الحفيظ”.. ‬فيرد‭ ‬رابعهم‭:‬ رضا‭ ‬عبد‭ ‬العال‭ ‬هو‭ ‬لسان‭ ‬حال‭ ‬الشعب‭ ‬حاليا‭. ‬

 

وهنا‭ ‬أدركت‭ ‬أن‭ ‬الليلة‭ ‬دى‭ ‬مفيهاش‭ ‬نوم‭ ‬فوقفت‭ ‬على‭ ‬قدمى‭ ‬ونفشت‭ ‬ريشى‭ ‬وأخذت‭ ‬أنعق‭ ‬بأعلى‭ ‬صوتى‭ ‬“قاق‭ ‬قاق”‭ ‬فراح‭ ‬زبائن‭ ‬المقهى‭ ‬يهشوننى‭ ‬ويقولون‭ ‬لى‭:‬ غور‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬يا‭ ‬غراب‭ ‬البين‭ ‬جبتلنا‭ ‬النكد‭ ‬والفقر‭..‬ 

 

 

فهربت‭ ‬مسرعا‭ ‬ولسان‭ ‬حالى‭ ‬يقول‭:‬ بقا‭ ‬أنا‭ ‬اللى‭ ‬جبتلكم‭ ‬النكد‭ ‬والفقر‭ ‬أم‭ ‬أنكم‭ ‬من‭ ‬تنكدون‭ ‬على‭ ‬أنفسكم‭ ‬ليل‭ ‬نهار؟‭!‬ يعنى‭ ‬يا‭ ‬شوية‭ ‬بنى‭ ‬آدمين‭ ‬سايبين‭ ‬كل‭ ‬المشكلات‭ ‬اللى‭ ‬حواليكم‭ ‬وقاعدين‭ ‬تتخانقوا‭ ‬على‭ ‬مشكلات‭ ‬كرة‭ ‬القدم؟! ‬فبينما‭ ‬حدودكم‭ ‬ملتهبة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الاتجاهات‭..‬ وبينما‭ ‬أشقاؤكم‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬يتضورون‭ ‬جوعا‭..‬ إلا‭ ‬أنكم‭ ‬قاعدين‭ ‬بتتخانقوا‭ ‬على‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭. ‬أما‭ ‬صحيح‭ ‬شوية‭ ‬بنى‭ ‬آدمين‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬خيبة‭ ‬الأمل‭ ‬أصبحوا‭ ‬جميعا‭ ‬نقادا‭ ‬رياضيين‭!‬

الجريدة الرسمية