إخفاق دعوة 7/12 منذ إطلاقها!
أبرز شيء في دعوة التظاهر اليوم 7/12 هو غباء أصحابها! فهم لم يفصحوا عن أنفسهم ولم يكشفوا عن هويتهم وإن كانت المنابر الإعلامية الإخوانية تولت نشر دعوتهم على مدار الأيام السابقة، ولا يرى هؤلاء أن الناس في مصر، مثل أي بلد آخر، ترتاب في المجهولين والذين يخفون أنفسهم، وبالتالي لن يستجيبوا لهم ولن يلبوا دعوتهم.
كما أن توقيت الدعوة أيضا غريب، فلا سبقه حراك جماهيري أو سياسي مثل الذي سبق وميَّز انتفاضة يناير أو انتفاضة يونيو يحفز أحد على الاستجابة لتلك الدعوة.. بل لقد سبقه تشكيل حكومة جديدة فالبلاد رغم بعض التحفظ الشعبي والنخبوي على اختيارات الوزراء فيها فإنها تجعل الرأى العام في حالة ترقب وانتظار لتنفيذ وعودها.
ويرتبط بذلك أن مصدر الدعوة كان هو الخارج.. وفي مصر لم يكن الخارج دوما محركا للداخل جماهيريا، بل على العكس كانت عدم الثقة في الخارج سببا لإخفاق كل دعوات التظاهر طوال أكثر من عقد كامل مضى، ولو تتبعنا دعوات التظاهر والخروج للشوارع والميادين الكثيرة التي تكررت منذ الإطاحة بحكم الإخوان سوف نكتشف أنها كلها كانت موجهة من خارج البلاد.
أما السبب الأهم والأكثر تأثيرا لإخفاق دعوة 7/12 فهو يرجع إلى تبني الإخوان لها وقيام منابرهم الإعلامية بالخارج الترويج لها.. فما زال المصريون يتذكرون جرائم الإخوان التي ارتكبوها في حقهم وفي مقدمتها جرائم العنف العديدة التى خلفت ضحايا عديدين..
المصريون لم ينسوا بعد عنف الإخوان وجرائمهم وبالتالي لن يقبلوا أي دعوة منهم، لأنهم يعرفون أن الإخوان لا يستهدفون مصلحتهم إنما يبغون استرداد الحكم الذي طردوا منه في الثالث من يوليو قبل إحدى عشر عاما مضت..
ولذلك أخفقت دعوة 7/12 كما أخفقت كل الدعوات السابقة، وسوف تخفق كل الدعوات المماثلة لهم في المستقبل المنظور.