رئيس التحرير
عصام كامل

معنى الكفر وصوره

إن الله تعالى فطر الخلق على الإيمان والتوحيد فما من مولود إلا ويولد على الفطرة. وأخذ سبحانه وتعالى على أرواح بني آدم العهد والميثاق والإقرار بربوبيته عز وجل في عالم الذر أو عالم الأرواح والعهد والميثاق، حيث تجلى بأنوار صفات ربوبيته على أرواح بني آدم  فشاهدت أنوار حضرة الربوبية ثم خاطب الحق الأرواح بقوله تعالى "أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ". فجاء الإقرار بقولهم "قَالُواْ بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَآ"..

 

وعندما أذن سبحانه وتعالى بالظهور في هذا العالم بعد خلق الأجساد إنقسم البشر إلى قسمين، أهل إيمان وأهل كفر، فماذا عن أهل الكفر وعن تصنيفهم ؟ أولا: معنى الكفر والعياذ بالله تعالى الغطاء والستر والجحود والتناسي، والكفر في القرآن يُطلق على من عرف الحق ورآه واضحا وضوح الشمس ولكنه ستره أي أنكره وجحده. 

 

والكفر في اللغة والاصطلاح يأتي بمعنى ضد الإيمان ونقيض الشكر وجحود للنعمة. وللكفر صور  متعددة.. منها وأشدها وأخطره على صاحبه الكفر بالله تعالى، وإنكار وجوده سبحانه وتعالى، وهو ما يُسمى بالكفر الأكبر، وهو يؤدي بصاحبه إلى النار. 

 

وكفر الشرك وهو الاعتقاد بوجود إله مع الله تعالى، وهو من أكبر الكبائر لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ الشرك بالله"، وهو يؤدي بصاحبه إلى النار ويخرج صاحبه من مغفرة الله تعالى لقوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ". 

 

وهناك نوع آخر من الكفر وهو الاستكبار والتعالي وإنكار البعث والنشور والحساب وإليه أشار الحق عز وجل بقوله "وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ۝ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ". وهناك كفر يُسمى بكفر النعمة بإنكار فضل الله تعالى فيها ونسب العبد الفضل في النعمة لنفسه وعدم شكر الله عز وجل عليها، ووضع النعمة فيما لا يرضي الله تعالى. 

 

وهذا النوع من الكفر يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا. حيث يقول تعالى "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ". 

 

وهناك كفر آخر وهو الكفر برسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام، وهو تكذيب النبي وعدم تصديقه وهو كفر الأكثرية من أهل الكتاب، وهذا النوع من يدخل صاحبه في الكفر بالله تعالى إذا أن الإيمان بالله تعالى يوجب الإيمان برسوله. بل الإيمان بالملائكة والرسالات السماوية وجميع الرسل عليهم السلام واليوم الآخر يوم القيامة وقضاء الله، وهو الإيمان بأقدار المولى عز وجل.

الجريدة الرسمية