رئيس التحرير
عصام كامل

إذا عاد لنا ترامب!

استطلاعات الرأى الأمريكية تشير إلى تقدم ترامب على بايدن انتخابيا الآن.. ورغم أنه من المبكر الجزم بفوز ترامب في انتخابات نوفمبر بأمريكا إلا أن الاحتمال الأرجح حتى الآن هو عودة ترامب إلى البيت الأبيض إذا مضت الأمور كما تجرى الآن ولم تحدث مفاجات جديدة تغير مسار المعركة الانتخابية.. وهذا يقتضى منا أن نكون مستعدين وجاهزين لتداعيات ذلك علينا في منطقتنا ومستعدين أيضا لاحتمال فوز بايدن!

 
فكما نعرف فإن لكلا الرجلين مواقف مختلفة وأحيانا متضاربة بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية.. صحيح أن كليهما منحاز لإسرائيل، لكن ترامب الأكثر رفضا لحق الفلسطنيين في دولة مستقلة، وهو الأقرب لليمين المتطرف في إسرائيل، ولذلك يراهن نتنياهو على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

 
لذلك يتعين علينا أن نكون مستعدين لعودة ترامب إلى البيت الابيض بقرارات ومواقف عربية تتعلق بما يحدث الآن على أرض غزة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلية، بل إحتمال نشوب حرب إسرائيلية واسعة ضد لبنان.

وبالنسبة لنا في مصر علينا أن نحسب تداعيات ذلك اقتصاديا علينا، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الصعبة التى تواجهنا منذ عام 2022، والتى نعانى من تداعياتها والمتمثلة في تضخم مرتفع وأزمة في الكهرباء وفجوة دولارية لجأنا للاقتراض الخارجى لسدها، وإلزام أنفسنا بإجراءات تزيد التضخم، ووطأة الغلاء على الناس.

 
نحن يتعين بالبحث والدراسة أن نكون مستعدين لاحتمال عودة ترامب للبيت الأبيض مرة أخرى، وهو الاحتمال الذى ترجّحه استطلاعات الرأي الامريكية حتى الآن، في ظل تراجع بايدن انتخابيا بسبب تقدمه في السن وحالته الصحية العامة.. ويجب أن نكون جاهزين بما سنقوله له وما سنتخذه من قرارات ومواقف وتصرفات بعد دخوله البيت الأبيض وتوليه رئاسة أمريكا.

 


نعم، إن لنا سابقة تعامل مع ترامب وهو رئيس كنّا نجامله فيها لنستميله إلينا عربيا، لكن ربما إن ذلك لا يصبح الآن في ظل الحرب البشعة ضد أهل غزة التى لم يستنكرها أو يتفوه بكلمة عن وقفها، بل كل كلامه يناصر فيه إسرائيل.

الجريدة الرسمية