رئيس التحرير
عصام كامل

حديث قلب

ياسر سليمان.. فنان الأوبرا الأصيل

الفنان ياسر سليمان هو واحد من أفضل أصوات دار الأوبرا، أشاهده في حفلاتها يقف بثقة علي مسارحها الثلاثة ليؤدي الأغاني التراثية الخالدة، والطرب الشعبي الأصيل، وكأني أتابع بانبهار رمز من رموز الطرب في الزمن الجميل، فهو يتقن بجدارة إعادة أغاني محمد عبد المطلب، ومحمد رشدي، ومحمد قنديل، وكارم محمود، وفايد محمد فايد، وتحظى جميع حفلاته بإقبال كبير من الجماهير، فهي دائما كاملة العدد!


كان ترتيبه الأول باستمرار في مسابقات وحفلات الجامعة لعدة سنوات متتالية، ومثل مصر في العديد من المهرجانات الدولية الفنية، إنه مطرب الأوبرا الشهير ياسر سليمان الذي عرف بالأغنيات الطربية لقامات الفن المصرى الأصيل.


طوال سنوات دراسته الجامعية بكلية التجارة بجامعة عين شمس، اكتشف زملاؤه وأساتذته وكل المحيطين به أن الطالب ياسر سليمان يتمتع بصوت عذب يعكس شخصيته الناجحة يتحدث بثقة في كل المواقف المختلفة، وطبقات صوته قوية، ويتحكم فيها بسهولة سواء كانت مرتفعة أو منخفضة، وفي كل الحالات لها إيقاع هذا الصوت الممتع يدخل قلوبهم قبل آذانهم..

 

فهو يفكر قبل أن يتحدث، ويحرص على مخارج الألفاظ والنطق السليم، ويتحكم جيدًا في تقنية الإبطاء وسرعة الصوت وفخامته وطبقاته ونبراته، ومن هنا ذاع صيته وشهرته في الحرم الجامعي، وكان يحيى جميع الحفلات في كل المناسبات.. 

 

بدأ مشواره الغنائي من مسابقات وحفلات الجامعة والتي حصل فيها على المركز الأول لعدة سنوات، وبعدها التحق بفرقة نادى الصيد، ثم الفرقة المصرية بقيادة المايسترو الكبير فاروق البابلي، والذي رشحه بعد ذلك لفرقة التراث بدار الأوبرا المصرية.

 

في عام 2012 أسس فرقة سوارية، لينطلق بعدها في المهرجانات، ومع أغنيات الشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودي، كما شارك في كل مهرجانات الموسقى العربية المقامة سنويًا بدار الأوبرا المصرية منذ عام 2016 وحتى الآن، كما مثل مصر في العديد من المهرجانات الدولية، وكان أبرزها في المكسيك، وأسبانيا، وإيطاليا وتونس، والجزائر، والمغرب والعراق، ودبي ولبنان والمملكة العربية السعودية.


صوته جميل وقوى، ويمنح مستمعيه الهدوء والإنصات والسلام والسكينة، ولذلك فكل حفلاته بالمسرح الكبير والجمهورية، ومعهد الموسيقى العربية مكتملة العدد، ويجب أن تحجز مكانك قبل الحفلة بوقت كاف.


وآخر حفلة حضرتها للفنان الكبير ياسر سليمان كانت على مسرح الجمهورية، وأحيا الوصلة الثانية كلها بمفرده، وكانت في ذكرى الفنان العظيم الراحل محمد رشدى، ودوى التصفيق المستمر لهذا الفنان الجميل لأكثر من مرة، إذ طالب الجمهور نجمه بالأعاده.


ياسر سليمان هو واحد من أشهر مطربي دار الأوبرا المصرية، وأحرص شخصيًا على حضور حفلاته بنفس اهتمامي بحضور حفلات رحاب عمر ونهى حافظ، وحنان عصام، وقد عرفه جمهوره بالأغنيات الطربية الشهيرة لقامات الفن المصرى العريق.

 

لو استمعت لـ ساكن في حي السيدة، أو إسأل مرة عليا، وودع هواك بصوت ياسر سليمان، فستجد نفس النموذج غير المسبوق للغناء الشعبي الذي يعتمد على قوة هائلة للحنجرة، ومساحة الصوت العريضة، ينقصه فقط ارتداء الجلابية البلدى والطربوش!


أغاني تحت الشجر يا وهيبة ومغرم صبابة، وطاير ياهوا، وكعب الغزال يا متحنى، أو عالرملة أو ميتى أشوفك يؤديها ياسر سليمان بنفس صوت محمد رشدى الجميل الرخيم كأحد أنجح التجارب الغنائية الشعبية وصاحب الرنة الخاصة.

 

 

ولو سمعت أشهر أغاني محمد قنديل، مثل: يا حلو صبح، أو جميل وأسمر، أو سحب رمشه، بصوت صديقنا ياسر سليمان، فسوف ينقلك إلى الزمن الجميل بفنونه وروحه المبهجة وشخوصه.. أما ياسر سليمان على المستوى الشخصي فهو إنسان طيب ومتواضع، ومحب للناس!

الجريدة الرسمية