رئيس التحرير
عصام كامل

حديث قلب

ندوة الحج الكبري

هي ندوة سنوية تقيمها وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية بمدينة مكة المكرمة، تزامنا مع موسم الحج، ويشارك فيها نخبة مختارة من العلماء والمفكرين والأدباء والصحفيين في العالم الاسلامي، وقد انطلقت أول ندوة في عام 1397 هجرية، ومازال عطاؤها فياضا حتي الآن، إذ تعقد بشكل دوري سنوي..


ولهذه الندوة اهدافا وطنية نبيلة، وهي إبراز الدور الثقافي والحضاري للمملكة العربية السعودية في خدمة الحج والحجيج، وتسليط الضوء علي أهم الانجازات والمشروعات والتطورات المتلاحقة في الحرمين الشريفين لخدمة المسلمين.. 

وترسيخ مبدأ الحوار الفكري الهاديء لقضايا الأمة الاسلامية من خلال موسم الحج، والتواصل العلمي البناء مع المؤسسات والمحافل العلمية والباحثين المتخصصين في معظم دول العالم، وتحقيق المزيد من التكافل والتأخي والتعارف بين أبناء الأمة الاسلامية..


وتحت رعاية الوزير النشط الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير الحج والعمرة، وباشراف البروفيسور الدكتور عبد الفتاح بن سلمان مشاط نائب وزير الحج والعمرة، انطلقت فعاليات ندوة الحج والعمرة بمكة المكرمة في نسختها ال 48 تحت عنوان: مراعاة الرخص الشرعية والتقيد بالأنظمة المرعية في شعيرة الحج، وسط حضور ومشاركة أكثر من 500 عالم ومشارك من المملكة العربية السعودية، ومثل مصر في هذه الندوة المهمة فضيلة مفتي الجمهورية العالم الجليل الدكتور شوقي علام..


وقد استهل الوزير توفيق الربيعة أعمال الندوة بكلمة ترحيبية أثني خلالها علي هذا الحضور الحميم الذي يتجدد كل عام من خلال إقامة ندوة الحج الكبري بشكل دوري، وتحقيق الأهداف من أجل توحيد الجهود وتجويدها في توعية الحجاج بأوجه التيسير في أداء شعيرة الحج.. 

 

بالاضافة إلي تطوير الخطط التشغيلية بما يتناسب مع التنوع الفقهي والمذهبي للحجاج، وهذه قضية في منتهى الأهمية، مما يسهل تأدية المناسك بسهولة ويسر، وأشاد الوزير توفيق بن فوزان الربيعة بدور المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود، وسمو ولي عهده الامير محمد بن سلمان، في التسهيل علي حجيج بيت الله الحرام، وتقديم كل ما من شأنه أن يضمن لهم حجا مبرورا وهم ينعمون بالأمن والأمان، حتي عودتهم إلي أوطانهم بعد انقضاء مناسكهم..


إثر ذلك جرى تقديم عرض عن أنشطة الندوة لهيئة كبار العلماء؛ بعدها ألقيت كلمة سماحة المفتي العام التي ألقاها نيابة عنه معالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور فهد بن سعد الماجد، أوضح فيها أن هذه الندوة المباركة تناولت خلال مسيرتها موضوعات مهمة بشؤون الحج وشؤون الأمة، وفي هذه السنة يسعدنا في هيئة كبار العلماء أن نتعاون في تنفيذ هذه الندوة التي أخذت هذه العنوان مراعاة الرخص الشرعية بالتقيد في الأنظمة الشرعية في شعيرة الحج.


وبيّن أن المملكة أشرفت على الحرمين الشريفين وسخّرت إمكاناتها ليؤدي الحجاج والمعتمرون نسكهم بكل يسر وسكينة، وأصدرت الأنظمة والتعليمات المتعددة التي تعين الحاج منذ وصوله إلى المملكة إلى تنقله في أداء شعائره، ومن ثم عودته إلى دياره ووطنه..

موجهًا عبر هذا المنبر النصح لحجاج بيت الله الحرام بأن يراعوا هذه الأنظمة، وليعلم أن ذلك من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن تعظيم حرمات الله في الحرم فإنها هذه الأنظمة ما وضعت إلا لتعظيم هذه الشعيرة وتمكين للحجاج والعاملين في أن يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسكينة.


عقب ذلك ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى؛ كلمة بهذه المناسبة نوه خلالها بجهود وزارة الحج والعمرة في إقامة الندوة التي أمضت عمرًا حافلًا بالتجدد والعطاء؛ للإسهام بالاطلاع بمسؤولية هذه الخدمة كل في مهامه؛ مثمنًا قفزاتها النوعية وحجم المشاركة فيها من الجموع المباركة من علماء الأمة الإسلامية.


وأكد معاليه أن رابطة العالم الإسلامي بهيئة علمائها ومجمعها الفقهي الإسلامي على استعداد تام بالإسهام كل عام في فعاليات هذه الندوة، التي باتت بحمد الله حلقة مهمة وعلامة فارقة في منظومة برامج الحج المهمة والفاعلة، وفق الله القائمين على هذا اللقاء العلمي العالمي داعيًا الله أن يوفق الجميع في طرح المحاور التي تثري أهداف هذا التجمع الإسلامي العالمي.. 

سائلًا الله جل وعلا أن يوفق الجميع في طرح المحاور التي ترسيخ مبدأ الحوار الفكري الهادئ لقضايا الأمة الإسلامية من خلال موسم الحج، والتواصل العلمي البنّاء مع المؤسسات والمحافل العلمية والباحثين المتخصصين في معظم دول العالم، وتحقيق المزيد من التكامل والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية.

 


لقد نجحت ندوة الحج الكبري في تحقيق أهدافها بفضل القيادة الواعية للقائمين عليها: سيادة الوزير توفيق بن فوزان الربيعة، ومعالي نائب وزير الحج والعمرة الرائع البروفيسور الدكتور عبدالفتاح بن سليمان مشاط..

الجريدة الرسمية