رئيس التحرير
عصام كامل

ضيوف حمدي رزق!

في الأسابيع الأخيرة أدار الكاتب الصحفي الكبير حمدي رزق -مع حفظ الألقاب- عدة حوارات مهمة مع عدد من الشخصيات نتوقف عند ثلاثة منهم.. أولهم كان الأنبا بولا مطران طنطا.. أحد رجال الكنيسة المصرية الرائعين، والذي شاءت الظروف أن يكون شاهدا وفي وقت مبكر من حياته علي أحداث شديدة الأهمية، بعد أن قربه البابا شنودة -البابا التاريخي للكنيسة المصرية- وصار أحد حفظة الأسرار للكنيسة وقائدها.. لدي الأنبا بولا الكثير مما شهده وشهد عليه وربما نراه في كتاب أو مذكرات أو ذكريات تتسع لما لم يتسع لها وقت البرنامج..


ثاني ضيوف الشاشة الموقرة للبرنامج الموقر كان المفكر الكبير -ومع حفظ الألقاب أيضا- شريف الشوباشي.. الذي قدم باختصار شديد ومكثف فكرة عن مشروعه الذي يقاتل من أجله.. والشوباشي من أولئك الذين لا يمكن أن تضبطهم في إهانة أحد أو الهجوم الحاد -مجرد إلحاد وليس الخارج حتي- علي خصومه.. 

شديد الأدب حتي مع مناقشة قضايا تثير الأعصاب لكنه لا تفارقه ابتسامته، ولا ثقته في مجتمعه وما سيئول إليه يوما ما! لكنه في حاجة إلي أن يطل علي الناس مرة -أو مرات- أخري!

 
الثالث وزير سابق للمالية هو الدكتور أحمد جلال وقد تولاها في ظروف صعبة جدا، عقب رحيل العصابة المجرمة عن حكم البلاد.. وهو يتولي دورمهم في الحوار الوطني وهنا المشكلة.. الرجل سخر في الحوار من شعار الخمسينيات الشهير "من الإبرة للصاروخ" ولا نعرف لماذا السخرية من أحلام وجهد جيل من أبناء مصر.. وكيف لا يفهم أن الشعار كان في فترة ما بعد الاستقلال ورحيل المحتل وكنا في حاجة لكل ما يهيئ قدرات المصريين للفعل ويستنهضها للعمل وللعطاء؟

 
جلال قال: إنه لا يوجد بلد يصنع كل شيء.. وهذا صحيح لكن حتي من رفعوا الشعار في الخمسينيات والستينيات لم يقولوا ذلك، رغم ما أثمرت عنه التجربة من نجاحات هائلة في صناعات عديدة، منها الأدوية والأجهزة الكهربائية من تلفزيونات وغسالات وثلاجات وسخانات وبوتاجازات، وكذلك الأسمدة والكيماويات والنسيج والورق والسيارات والحديد والصلب وغيرها وغيرها بما ىيستوجب تحيته وليس السخرية منه! 

  
في فقرة أخري يضرب مثلا بصناعة السيارات وأنها كان لا يجب أن تلقي الحماية من الدولة! ولا نعرف كيف تحمي الدول صناعاتها الوليدة؟ ولماذا توجد أدوات خاصة لحماية الصناعات المحلية منها الجمارك؟! ثم يمارس الدكتور جلال سلوكا اعتاد بعض خبراء الاقتصاد فعله الفترة الماضية.. إذ تجدهم فجأة يقولون: أين هي صناعة السيارات اليوم؟! بما يوحي إلي فشلها منذ البداية! وليس مع فتح الأسواق للمنافسة الأجنبية منذ السبعينيات فقضي ذلك علي الصناعة الوليدة المهمة!


أخطر ما قاله هو رده علي سؤال عن ارتباك السوق والحل؟! إذ وصف السؤال بأنه شعرا! أي أنه كلاما ليس علميا لا أسس له! والحل في سؤال مشفوع بأدلة وأرقام! وكأنه لا يعرف شيئا عن جشع الجشعين ولا لغز هبوط سعر الأعلاف -مثلا- مع استمرار أسعار اللحوم والدواجن والبيض كما هي! وهكذا في أسعار عديدة!

 

علي كل حال.. حمدي رزق إضافة كبيرة جدا للعمل الإعلامي منذ قرر استكمال مهمته ورسالته مصورة متلفزة.. ومنذئذ لا يقدم إلا الجاد من قضايا مهمة ذات قيمة.. تنهض -أو تسعي لأن تنهض- بالمجتمع بكل وسيلة ممكنة.. ولن تراه إلا مع الناس والوطن.. ويمنعه حياؤه الإعلامي والشخصي -أحيان كثيرة- من إحراج ضيوفه أو مناكفتهم ويحيل الأمر بذكاء شديد للمشاهد.. 

 

 

ولكنه.. آه لو توقف عن الاستعجال أو نقل ضيق الوقت للمشاهد! سيكون حال المتابعة أفضل.. وكما في الكتابة إذا التقطت قصاصة ورق لمقال له لعرفته دون وجود التوقيع.. ستعرف أيضا إذا شاهدت فقرة له استمرت للحظات دون ظهوره، إنه برنامجه نظرة، الذي يرأس تحريره ويشارك مسيرته كاتبنا البارز أحمد أيوب رئيس تحرير الجمهورية.. وفي مصر قائمة طويلة من الشخصيات تستحق الإستضافة.. واعتقادنا أنه -بحسه السياسي والإعلامي-  سيستضيفهم!

الجريدة الرسمية