ما فائدة الكتابة؟!
عن ماذا أكتب؟ هل أكتب عن المقاومة الفلسطينية وبطولاتها الفذة؟ أم أكتب عن التعديل الوزارى الذى طال انتظاره؟ أم أكتب عن ارتفاع الأسعار الذى يكوى المواطن؟ عن أى شىء أكتب؟
الغريب وسط هذه الحيرة أنه لايزال البعض تسكره كرة القدم التى تؤكد كل يوم أنها أفيون الشعوب المتخلفة، فنجدهم لايزلون يتشاحنون حول فاول أوتسلل، ويجمع أصحاب الوعى بان الدولة سعيدة بما يحدث في الوسط الكروى..
ومن العجايب المصرية أن تسمح الحكومة باقامة المباريات الكروية وتمنع مظاهرات التأييد لأبطال فلسطين الافذاذ، مفارقة غريبة أن مصر التى احضتنت كل حركات التحريرفي العالم والتى كانت الداعم الأول للمقاومة الفلسطينية منذ عشرات السنين، أصبح موقفها مجرد الوسيط بين المقاومة والصهاينة، وسبق الموقف المصرى العديد من دول العالم بسحب سفرائها من الكيان الصهيونى، وكانوا أكثر إدانة للهمجية والتتارية الصهيونية.
في منتصف التسعينات حدثت مصادفة غريبة، حيث كتبت في باب العقل زينة الذى كنت أوقعه باسم ابوشادوف، في جريدة الشعب، ما فائدة الكتابة في هذه البلد، هذا نفس ما كتبه الكاتب الكبير أحمد رجب فى بابه الأشهر نصف كلمة، وبعد ما يقرب من ثلاثين عاما اليوم أعيد سؤالى ما فائدة الكتابة في هذه البلد؟
المواطن يئن من جحيم الأسعار بسبب فشل الحكومة، والجميع يؤكد فشل الحكومة، والحكومة لن تتغير وسيتم تغيير بعض الحقائب الوزارية غير المهمة أو غير المرتبطة بالخدمات التى تقدمها للمواطن، ومع هذا طال الوقت لدى الطيبين اعتقادا أن التعديل الوزارى سيغير الأمور للأفضل، وينسون أن الحاج أحمد زى أحمد كما يقول المثل الشعبي.
وحكاية التغيير الوزارى مثيرة للضحك، لآن الجميع يعمل من خلال أجندة وفكر فاسد، ولهذا فإن التوقع بتغيير الأحوال ضرب من الخيال، طالما ظل الفكر الحالى الذى يبيع كل شىء ولا يركز على الانتاج سواء كان زراعيا أو صناعيا.
الحقيقة أن الكتابة الجادة أصبحت في غاية الصعوبة في هذا الزمان، ففى ظل المناخ غير صحى يبدو أنه لا فائدة من الكتابة.