الحكومة تدمر التراث.. متحف نبيل درويش نموذجا!
عندما دخلت القوات الأمريكية إلى كافة الدول صاحبة التاريخ، كان هناك أسلوب يتكرر من قبل القوات الأمريكية، وهى محاولة تدمير المتاحف التى تعبر عن مدى عراقة البلد، فدمروا متاحف أفغانستان، كما دمروا متاحف العراق، كما دمر المغول والصليبيون كل البلاد التى دخلوها..
وفي مصر أثناء مظاهرات 25 من يناير 2011، تم الهجوم على المتحف المصرى في ميدان التحرير، ومتحف مصطفى كامل، وبالتالى هناك هدف لأي مستعمر هو محو ذاكرة الدولة ذات العراقة، هذا مقبول من الأعداء، ولكن هذا لا يمكن أن يكون مقبولا إن كان يحدث بايدينا، نعم نحن ننفذ أجندة أعداء الوطن..
بدأ هذا بحرمان القاهرة والمحافظات من الخضرة، بحجة التطوير، بالرغم أن التطوير في العالم يحافظ على كل شجرة، وتعاد الدراسات من أجل إنقاذ شجرة، ولكن في بلدنا تحولت الخضرة إلى رائحة اسمنتية تعلن عن الفقر الأخضر مما يهدد التوازن البيئى..
الخطوة الثانية كانت هدم المقابر والتى منها مقابر تمثل جزء من تراث مصر، وكادت الحكومة هدم مقبرة عميد الأدب العربى طه حسين، ولكنها توقفت تحت الضغط الشعبى، إلا أنه تم الإبقاء عليه تحت الكوبرى في صورة مشينة..
أزمة متحف نبيل درويش
ثم جاء الدور على المتاحف، وعلى سبيل المثال متحف الفنان العالمى نبيل درويش بحجة أنه يعوق الطريق الجديد، والغريب أن الطريق تم الإنتهاء منه، ولكن تريد وزارة النقل عمل تحويلة أخرى، وقد تدخلت اليونسكو من أجل إنقاذ المتحف، وتدخلت لجنة من كليات الهندسة بحلول تنقذ المتحف، وتقدمت لجنة من وزارة الثقافة بحلول، وتقدمت لجنة من المجلس الاعلى للثقافة بحلول أيضا، كل هذا تم مقابلته بالرفض أو التجاهل والإهمال..
وكأن هيئة الطرق والكبارى مصممة على هدم المتحف، وللذين لا يعلمون من هو الفنان العالمى نبيل درويش، هو أحد مفردات تراث مصر، أصبح إبداعه جزء من تاريخ مصر، إذا كنا نتحدث بفخر عن الفنان المصرى القديم فإننا نرى أن نبيل درويش هو إمتداد للمصرى القديم، الذى سطر ابداعه للعالم على مدى آلاف السنين..
نبيل درويش هو علامة فارقة فى فن الخزف وأصبح إسمه في المحافل ومراكز البحوث العالمية، العالم كله يعرف من هو نبيل درويش ومكانته الإبداعية، وأما نحن فإننا مصممون على تدمير المتحف الذى صممه برؤيته لكى يحتضن انتاجه الابداعى للعالم وللأجيال القادمة، المتحف الذى صرف عليه الفنان كل ما يملك.
السؤال: هل تعى الحكومة ما تفعله من تدمير جزء من تراث مصر؟ والسؤال الآخر: ياترى من يملك القرار؟ لقد استنزفت أسرته بقيادة الدكتورة سارة نبيل درويش كل ما تملك من جهد لمخاطبة المسئولين، ولكن النتيجة دائما مخيبة الآمال!
القضية ليست متحف الفنان نبيل درويش ولكنها قضية تراث جزء من تاريخ مصر معرض للتدمير، وبالرغم من محاولات شخصية لإظهار هذه الجريمة إلا أنه دون جدوى، ولم يعد هناك أمل إلا التوجه إلى الرئيس السيسى لإنقاذ تراث مصر ومتحف الفنان العالمى نبيل درويش نموذجا!