رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة إلى ضيوف مصر

أعانى كما يعاني غيري من المصريين، من تصرفات بعض الوافدين على البلد الآمن مصر، أرض الكرم والمحبة، المضيافة لكل من جاء يطلب الأمان على أرضها وتحت سمائها.

وفد إلى العقار الذي أقطن به أحد المستأجرين من دولة جنوب السودان، وبما أنني أعاون فى تسيير شئون العقار، فقد بدأت أعانى من تقاعس هذا الجار عن سداد استحقاقات النظافة والإنارة، حد الدخول معه في مشاحنات كلامية متكررة كل شهر، مع تراكم النقود عليه، جراء تكاسله عن الالتزام بما يطلب منه بلا وجود مبرر واضح لهذا.

 

أتابع منذ فترة تصرفات إخوتنا الوافدين إلى مصر من السودان وجنوبه، ورغم أننى مقتنع بأن هؤلاء أخوة عروبة وقارة، وفرض علينا تحملهم فى ظروف بلادهم الصعبة أو في مطلبهم بالعمل والكسب، إلا أن تصرفات الكثيرين منهم وعشوائيتهم التي باتت واضحة للعيان فى الشوارع والبيوت، باتت تقلقني أيما قلق خاصة مع هذا العدد الكبير الذي قدره البعض عبر صفحات التواصل الاجتماعى بأرقام مليونية.

 

ومن صفحة تحت اسم "أبناء الجالية السودانية في مصر" انتقيت أحد التدوينات التى يطالب فيها أحد الإخوة السودانيين بنى جلدته بالتزام قواعد الاحترام والالتزام فى مصر، ارتأيت أن أنقلها كما هي، معتبرا إياها رسالة لكل وافد ابتغى أرض مصر طالبا الأمان والعمل والكسب، وعسى أن تدق تلك التدوينة السودانية جرس تنبيه مع ما نرى في شوارعنا من تخلي بعض الضيوف عن آداب الضيافة واللياقة.

 

تقول التدوينة المكتوبة باللهجة السودانية:

(أولا لازم تذكر نفسك كل صباح إذا ما كل دقيقة، إن هذه ليست بلدك وأنك ضيف، وإنو بلدك في حالة حرب هربنا نحن من جحيمها. فااا شنو لغاية ما الثيران المتناطحة في بلدنا توقف الحرب، تذكر إنك ضيف وأنك مطالب تكون ضيفا خفيفا).

 

(مظهرك في مصر حاجة مهمة جدا جدا. السبهلليه بتاعتنا وجرجرة الرجلين والتمباك والرمتله آن الآوان أن ننبذها ونجعل لنفسنا حبة همه، وبالنسبه للرجال، البلبسو العراقي والسروال، والسفنجة الحايمين بيهم في الأحياء، هذا مظهر غير محترم إطلاقا، إن كان لابد من عراقي، وسروال فوسع فيهم أي خلي مقاسهم مريح وارتدي لباس وفلينه داخليه تحتهم. لانك من غير الملابس الداخلية انت عريان. وبدلا عن السفنجة اشتري شباشب الجلد الفي العتبه أو جزم القماش. رخيصة ومحترمة).

 

(قصة تنزلو الكراسي قدام العمارة وتتلمو وتتابعو بعيونكم أهل البلد وخاصة النساء. ده تصرف أقل مايوصف به هو عدم الاحترام، حتى في بلدنا كان يحرج بعض المارة. هذه شوارع للمارة وليست أماكن للرمتله وطق الحنك).

 

(إذا جلستوا في المقاهي، احترمو من يستخدم المقهى معكم اخفضوا من أصواتكم وقللوا من تصرفات البداوه والعشوائية. ايوه ما تاكبرو، انحنا كسودانيين، إلا من رحم ربي، قليلي الحظوظ من ناحية الحياة المدنية. جرجرة الكراسي والاصوات العالية والشتيح وجدع ارجلنا في أي مكان، واخد المساحة الحسية والمادية أكثر من الآخرين).

 

(البخور والدخان في مساحات السودان وحيشانو مقبول. بس في شقق مصر الضيقة، الأمر غير محتمل. رغم أننا كسودانيين معظمنا بنحب روائحهم، الا إنو غيرنا غير مطالب يحبهم، فبالله راعو مشاعر غيركم).

 

(كرة القدم والمزيكا والرقص لها مساحتها المخصصة. لاتستبيحو البلد وتفرضو عشوائيتنا على أهلها. هنالك موظفين، طلاب مدارس ناس عليها أن تنهض باكرا لطلب أرزاقها. يجب أن تراعوا راحة هؤلاء).

 

 

(الحياة في مصر حياة متمدنة من عصور بعيدة تحفها التصرفات الحضرية من كل جانب، بدلا عن الوهم بتاع انحنا سودانيين ما بنرضى الحقارة وانحنا صعبين، ياهونديلااك الجنجويد زلونا ومسحو بينا الأرض، فااا شنو سيبكم من الوهم واجتهدو لكي تتعلمو من هذه التجربة وتدخلو إلي دهاليز التمدن ولا تجعلوها سبب نكد لكم ولأهل البلد، ودوما تذكرو انكم ضيوف، فكونو خفافا).

وبعد أن ختمت التدوينة بعبارة "كونوا خفافا" أتمنى أن تصل تلك الرسالة إلى ضيوف مصر وأكررها ضيوف مصر.

الجريدة الرسمية