رئيس التحرير
عصام كامل

السعودية تسخّر التكنولوجيا الحديثة لخدمة ضيوف الرحمن

انتهت فعليا مناسك الحج، وسط نجاح للسلطات السعودية في التنظيم، وهو أمر ليس بالغريب على بلد الحرمين الشريفين، التي دائما ما ترحب بكل زائر.. فما بالك بضيوف الرحمن؛ حيث اتخذت العديد من الإجراءات التي كان من شأنها التيسير على الحجاج خلال تأدية المناسك.


وشهد موسم الحج هذا العام استخدامًا غير مسبوق للتكنولوجيا الحديثة من قبل المملكة العربية السعودية، لضمان تنظيم رحلة الحج لضيوف الرحمن بأفضل صورة ممكنة. وهذا ما أكد عليه اللواء مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية رئيس بعثة الحج.

 


وتُعدّ هذه الجهود تجسيدًا لاهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، بتقديم أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين، وتعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للحج والعمرة، وتجسيدًا لرؤية المملكة 2030.


ويُعَدُّ موسم الحج هذا العام، من أكثر المواسم التي شهدت تطورًا كبيرًا في استخدام التكنولوجيا الحديثة، خاصة الذكاء الاصطناعي؛ وذلك بهدف تطوير الخدمات المقدمة للحجاج وضمان سلامتهم وسهولة أداء المناسك؛ حيث نجحت السعودية في توظيف مجموعة كبيرة من التقنيات والبرامج المبتكرة لخدمة الحجيج، لتحدث نقلة نوعية في إدارة أهم حدث ديني في حياة المسلمين.


ويأتي في مقدمة التقنيات الحديثة هذا العام، "المرشدون الآليون"؛ حيث تم نشر روبوتات ذكية في الحرم المكي الشريف والمناطق المحيطة به لتوجيه الحجاج، والإجابة عن استفساراتهم، وتقديم الإرشادات اللازمة بالعديد من اللغات المختلفة، ما يسهل الحركة والانتقال للجنسيات المختلفة في الحرم وحوله.


ومن وسائل الذكاء الاصطناعي المميزة أيضًا في حج هذا العام "الروبوتات الطبية"، والتي توفر الخدمات الطبية الأساسية للحجاج، كما تساعد في نقل الحالات الطارئة إلى المستشفيات، اضافة إلى تطبيقات "التوجيه والملاحة"، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوفير مسارات مثلى للحجاج لتجنب الزحام، في ظل الأعداد الكبيرة في الحج أو في أوقات التزاحم المختلفة لأداء مناسك الحج.


واستفادت المملكة العربية السعودية من الذكاء الاصطناعي،، خاصة عبر منظومة إدارة الحشود؛ حيث يتم تحليل بيانات الحشود عبر الذكاء الاصطناعي لتوجيه حركة الحجاج ومنع التكدس في نقاط معينة، ما يسهم في تقليل المخاطر، وأيضًا التنبؤ بالازدحام، فالذكاء الاصطناعي يسهل خطط السير بشكل كبير، فعبر استخدام البيانات التاريخية والنماذج التنبؤية والإرشادية، يمكن توقع أوقات وأماكن الازدحام واتخاذ إجراءات استباقية، لمنع المشكلات المرورية والزحام.


ومن أبرز أوجه التطوير التي أدخلتها المملكة في موسم الحج هذا العام، بطاقة الشعائر الذكية (نسك)، والتي أطلقتها السلطات السعودية، لتمييز الحجاج المنتظمين الحاصلين على تأشيرة الحج؛ حيث تعد المستند التعريفي للحاج، والإثبات الرسمي الوحيد المعتمد للحاج النظامي في منطقة المشاعر المقدسة، ويتم عبرها الحصول على كافة المعلومات الشخصية والصحية للحاج، وبيانات السكن، بجانب معلومات التواصل مع مسئول بعثته والشركة المختصة بتقديم الخدمات له.


كما استحدثت المملكة العديد من التطبيقات الذكية؛ لتوفير معلومات حول مناسك الحج، وخرائط المشاعر المقدسة، مترجمة بعدد من اللغات، وكذلك إتاحة التسجيل للتطوع في خدمة الحجاج إلكترونيًا، مما ساهم في زيادة أعداد المتطوعين وتنظيم مهامهم بشكل أفضل، ناهيك عن حجز زيارة الروضة الشريفة إلكترونيا؛ لضمان توزيع الفرصة على جميع الحجاج بشكل عادل ومنظم لزيارتها.

 


كما قامت السلطات السعودية بالتوسع في استخدام أنظمة المراقبة الذكية؛ لضمان الأمن والسلامة في جميع أنحاء المشاعر المقدسة، وكذلك إطلاق نظام "تراحم" لتقديم المساعدة للحجاج الذين يفقدون وجهتهم أو يواجهون صعوبات.
وفي النهاية يُعدّ استخدام المملكة العربية السعودية للتكنولوجيا الحديثة في تنظيم الحج نموذجًا يُحتذى به لخدمة ضيوف الرحمن.

الجريدة الرسمية