رئيس التحرير
عصام كامل

حكومة ضد الفوضى

هل يترقب الناس بالفعل إعلان الحكومة الجديدة، الثالثة برئاسة المهندس مصطفى مدبولى.. أم أن لسان حالهم يردد مقولة اليأس الشهيرة في عرف المصريين.. أحمد زى الشيخ أحمد؟ واقع الحال لدى عموم المصريين أنهم مشغولون حتى تلابيبهم فى مواجهة الفوضى العارمة التى تجتاح حاضرهم، وأطلقت كل الأبواب أمام أى تفكير فى مستقبل لذويهم قد يأتى بجديد أو يعيد آمال الماضى في بكرة.. 

 

غارقون هم حتى الذقون في تلبية متطلبات اليوم وأبنائهم يسبحون في فضاء العالم الافتراضي والفراغ بلا مدى يحده ولا زمن يعده.. والغد أصبح كابوسا يهربون منه إلى السراب بعد أن تبدلت لعبة الحياة بقواعد إنسان الغاب وعصر المشاع.. 

هل هذه نظرة تشاؤم مغالى فيها أم ننظر فقط في نصف الكوب الفارغ كما يدعى زبانية المذياع السلطوى الفارغون من أى محتوى يهم الناس ويقضى حوائجهم.


الحقيقة التى يعيشها الناس هى الفوضى الآن تسود في الشارع وخلف المكاتب وفي معظم الأنشطة والأعمال وغياب أى ملمح لقانون أو شرع في المعاملات.. هى  فوضى في الأسواق.. في المعاملات في الشارع تجتاح كل الخدمات صحة وتعليم ومرافق و.. و.. ولما لا وكل نشاطنا لم يعد يلبى هدفا.


والسؤال من أين تبدأ المواجهة في عهد حكومة جديدة نحلم أن يكون لديها صلاحيات.. صلاحيات من أى نوع حتى لا يتحول أعضاؤها إلى مجرد خيال مآتة يهش عصافير تلهث لتدبير قوت يومها، غاب من حقولنا لنكتشف بعد سنين أنه حاضر في مكاتب دواويننا الوثيرة.. 

أم تكون البداية في إعادة الحياة لمؤسساتنا الشعبية والأهلية، من نقابات مهنية وعمالية، ومجالس شعبية ومحلية، وجمعيات للخدمات الشعبية وتنمية المجتمع، ومذياع ووسائل إعلام تعلمنا بالخبر الحقيقى..

 

حكومة جديدة تنفض الغبار عن القانون من أدراج متحفه الكبير وتعيد البلطجية إلى جحورهم وحاناتهم.. حكومة جديدة نعرف أعضاءها ونملك محاسبتهم عبر مؤسسات شعبية حضارية وليست عبر فضاء السوشيال ميديا.. 

 

حكومة جديدة نراها في ميادين العمل، لا حكومة يظهر أعضاؤها فقط لتقديم الأكفان في ساحات الفوضى التى ساهمت في انتشارها في كل ميادين العمل والنشاط.. حكومة جديدة تبحث أصل الحكاية في أزمتنا الاقتصادية وتوابعها في كل الساحات والميادين.. 

 

لم نعد  نتمنى أو نطلب شهادات عليا في التعليم ولا نتكلم في أزمة البطالة والتشغيل، ولا مطالب لنا في تحسين الأجر ومنحة المعاشات في عيد العمال ولا قبل الأعياد.. 

 

 

مطلبنا الوحيد أن تكف الحكومة الجديدة يدها عن مساندة الفوضى العارمة وأهلها في كل الأسواق، وتعيد لنا فعل القانون يحكم بيننا وتغلق أبواب مجلسنا النيابى الذي لم يعد يمثلنا، وتسرح مجالس نقاباتنا العمالية والمهنية التى لم يعد لها أى لزوم، والأهم أن ترحمنا وتحجب عن أسماعنا أصوات مذياعها الفضائى الذاعق خلف الميكروفون بكل ماهو كريه.. ساعتها سنصبر ونصبر على هم الديون المتلتلة وأزماتنا الاقتصادية المتفاقمة يوما بعد يوم، حتى تأتى حكومة رشيدة  بصلاحيات الحل..  قولوا يا رب.

الجريدة الرسمية