فى عيد العمال.. حى على الفلاح
هيا للعمل.. حى على الفلاح.. متعة الحياة الحقيقية هى العمل ولا يضاهيها متعة أخرى.. العمل هو أصل اللذة في الحياة ولا يشعر بلذة الحياة أبدا من حرم من العمل، بل لا يعرف لذة الراحة والاسترخاء أبدا إلا من تمتع بشقاء العمل، تلك فلسفة الحياة الحقيقية.
متعة العمل هى أم المتع ولذة الشقاء هى أصل اللذات، لماذا؟ لأن العمل هو الوجه الآخر للحياة.. والراحة والاسترخاء هى الطريق إلى الموت والنهاية.. هنيئا لكل عامل على وجه الأرض فى عيد الحياة الأكبر.. عيد العمال اليوم وأمس وكل يوم.
وعلى مر التاريخ حين تفهم الأمم قيمة العمل وتقدسه وتحصنه بقيم ومبادئ وشرائع لا يملك أن يحيد عنها الأفراد تنمو وتتقدم وتزدهر وتعلو علوا كبيرا وتسود وتستمتع شعوبها بنعمة الحياة ونعيمها.
وحين تسترخي وتركن للاسترخاء وتسود بين افرادها معانى الفهلوة والغش والتدليس واقتناص فرص الاسترخاء والراحة تتهاوى الأمم وتنهار سريعا ويفقد افرادها كل سبل الراحة ولذة ونعيم الحياة، بل تركب أول قطار يسير تجاه النهاية المحتومة.. هذا قانون رباني للحياة وإعمار الكون من ينكره من الأمم والافراد يكتب على نفسة حياة الشقاء ويخطو سريعا نحو النهاية المحتومة.
والحقيقة التى يتجاهلها كثيرون أن مسئولية صناعة الحياة ونعيمها، هى مسئولية فرد ومجتمع.. فرد يتطلع ويطمح في حياة كريمة ويعد العدة ليحصل على نصيب من متع الحياة ونعيمها بالعمل ولاشيئ غيره، ومجتمع يختار قيم تصنع مجده ويصنع شرائع تحكم بعدل بين افراده.. عندها سيحترم الجميع قيمة العمل ويصونه ويقدسه.
ويحكى التاريخ هكذا صنعت الأمم مجدها وحضارتها بتمجيد قيمة العمل وصيانة حقوق العامل بالقسمة العادلة بين قوة العمل وقوة رأس المال، أو بين العامل ورب العمل، حينها سيطمئن الجميع من أفراد المجتمع أن لهم نصيب عادل من نعمة العمل ولذة الحياة، ويتفرغون فقط للعمل لحفظ حقوقهم في حياة كريمة بنعيمها ولذاتها، ويؤمنون أن الراحة والاسترخاء والفهلوة والكذب هى الشقاء بعينه وأول الطريق للنهاية المحتومة، وأن العمل الجاد والصادق هو الطريق الوحيد للحياة ونعيمها.. عيد سعيد لعمال بلدنا وكل بقاع العالم.