رئيس التحرير
عصام كامل

محمود بقشيش يفضح الفساد!

في لقاء مثير وجاء بمفاجأت كثيرة، كان الحوار حول تجربة الفنان الناقد الراحل محمود بقشيش، كان اللقاء الهدف منه إعادة الذكرى إلى تجربة فنان وناقد بدرجة قدير، الذى يعد أحد الرواد في مجال النقد في الفن التشكيلى، ولم يكن مجرد فنان أو ناقد، ولكنه كان صاحب رؤية وموقف.. 

 

وأثناء الحوار حول تجربته الثرية، وبعد محاولات تحدثت الأديبة هدى يونس أرملة الفنان محمود بقشيش، وأشارت إلى موقف فجر الحوار، حيث تم غلق مرسمه في الغورى لمدة عشر سنوات تقريبا بعد رحيله، وذلك بسبب ما كان يتم من ترميمات بعد حريق المسافرخانة.. 

 

فوجئت زوجته عندما زارت مرسم محمود بقشيش، بعدم وجود أى أعمال أو أوراق أو أى شىء يخص الفنان، وكانت صدمة عنيفة، فتقدمت بشكوى إلى قطاع الفنون التشكيلية، وشكوى إلى مجلس الوزراء، وذهبت إلى النيابة الإدارية، ولكن ماذا كانت النتائج، جارى التحقيق.. جارى التحقيق ثم لم يستدل على من فتح المرسم!  

 

أولا: النيابة الادارية أكدت أن الشكوى محل تقدير وأنهم يصدقونها ولكن لن نستطيع أن نفعل لك شيئا! ثانيا: مجلس الوزراء إكتفى بنتيجة التحقيق: لم يستدل على الفاعل الذى سرق الأعمال والأوراق الخاصة للفنان! 

 

أما قطاع الفنون التشكيلية فقد جسد بتصرفه مع الأديبة هدى يونس واقعة فساد مكتملة الأركان، فقد حدث أن مركز سعد زغلول الثقافى أقام معرضا لأعمال الفنان محمود بقشيش، وحدث أن القطاع قد اقتنى من المعرض الذى سبق معرض بقشيش والمعرض الذى يليه عددا من اعمالهم، مع تجاهل تام لأعمال الفنان بقشيش.. 

 

ثم فوجئت الأديبة هدى يونس بأحد الصحفيين يتصل بها، وفى مكالمة طويلة تجاوزت الساعة، يحاول الصحفى إقناع السيدة هدى يونس بالذهاب الى رئيس قطاع سابق وتشرب معه فنجان قهوة، وسيشترى عددا من أعمال بقشيش، ولكن هذا شريطة أن تتنازل عن الشكوى التى قالت أن أعمال بقشيش إختفت من مرسمه بوكالة الغورى، وطبيعى رفضت السيدة المحترمة، لانها وكما قالت: كنا فقراء ولكن كنا أغنياء بكرامة وموهبة محمود بقشيش!

 

هذه الواقعة فرضت قضية كيفية الحفاظ على حقوق الفنان التشكيلى، وحق المبدع، كما كشفت الفساد الذى يتعمق في أجهزة الدولة، وبلا حياء يسلط رئيس قطاع سابق بالفنون التشكيلية صحفى للضغط على زوجة الفنان محمود بقشيش لسحب شكوتها، وهذا إذا دل فإنه يؤكد أن الفساد وتورط البعض فى هذه الجريمة!
ولايزال ملف الفساد مفتوحا..

الجريدة الرسمية