تليفون بايدن!
بعد ساعات فقط من إصدار محكمة العدل الدولية أوامرها لإسرائيل بوقف عملية رفح العسكرية، وتسهيل إنفاذ المساعدات الإغاثية لأهالى غزة سارع الرئيس الأمريكى بالاتصال تليفونيا بنظيره المصرى لكى يقترح إدخال المساعدات مؤقتا عبر معبر كرم أبو سالم لحين تشغيل معبر رفح طبقا لآلية متفق عليها تراعى طبيعته كمعبر مصرى فلسطينى كما تصر القاهرة..
ولا معنى لذلك سوى أن الرئيس الامريكى يحاول تخفيف الضغط الدولى على الحكومة الاسرائيلية، بينما القاهرة فرضت إرادتها بخصوص معبر رفح وفى ذات الوقت لم تقف مكتوفة الأيدى أمام الكارثة الانسانية التى يعيشها أهل غزة الآن والتى تفاقمت حدتها بعد بدء قوات الاحتلال الاسرائيلى إقتحام رفح.
فكما قلنا أمس أن قرار محكمةَ العدل الدولية بوقف عملية رفح أحرج أمريكا، لإنها لا تستطيع ترك إسرائيل بلا حماية في مواجهة أوامر المحكمة، وفى ذات الوقت فإن استخدامها حق الفيتو ضد قراراتها ومنع تنفيذها سوف يفضح ادعاءاتها بأنها تتحفظ على عملية رفح العسكرية..
لذلك اهتمت واشنطن پاستئناف إنفاذ المساعدات الإغاثية لأهل غزة، وأيضًا استئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى هدنة سوف تنسحب بموجبها من أراض بالقطاع، سيكون من ضمنها منطقة معبر رفح من الجانب الفلسطيني.. وكان بايدن يحتاج لتحقيق ذلك الإبقاء إلى الدور المصرى في هذه المفاوضات، ولذلك شدد على أهميته في إتصاله التليفوني مع نظيره المصرى.
وبينما فرضت مصر إرادتها بخصوص تشغيلل معبر رفح، فإنها ألزمت الرئيس الامريكى أن يرد بنفسه على الادعاءات الاسرائيلية التى روجت لها محطة السى ان ان، حول أن مصر أفشلت مفاوضات الهدنة الأخيرة..
وكل ذلك من أجل إسرائيل التى تتفاوض أمريكا منذ اليوم الأول للعدوان الوحشى على أهل غزة نيابة عنها، وتذلل لها الصعاب حتى تستكمل عدوانها ليحقق أهدافه.. ويتوارى أمام ذلك ما يروج عن الخلافات بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو، ورغبة واشنطن في أن يتولى وزير الدفاع الاسرائيلى تشكيل الحكومة الاسرائيلية.