رئيس التحرير
عصام كامل

هل نحن ذاهبون إلى حرب؟!

في عالم السياسة، والحرب جزء أصيل منه، بل هى في جوهره وصميمه، يمارس السياسيون، والعسكريون، وظيفة حيوية أساسية تتصدر الدستور في أي دولة وبشكل يومي، هى الحفاظ على الأمن القومى للدولة، أرضها وشعبها وسيادتها..

 

وفى الحالة المصرية الإسرائيلية، وعلي الحدود مع غزة وقوات الجيش الإسرائيلي على مرمى حجر من حدودنا فإن الاستخلاص واجب، بعد تجميع التفاصيل المتدفقة المتدافعة منذ السابع من أكتوبر..

 

ومن أبرز ما يمكن استخلاصه هنا، أنهم الأن ينكرون الجهد والصبر والعطاء المتواصل لمصر في إدخال المساعدات وفي الوساطة لحقن دماء الجميع.. وهم فعلوا ذلك مع مصر رغم جهود الوساطة الشاقة الجبارة مع قطر وأمريكا.. وأغرب ما يمكن فهمه تصريحات صدرت أمس لمسئول أمريكي يقول لا ينبغي لمصر منع مرور المساعدات.. وهو عزف مشترك مع افرازات نتنياهو المقرفة من أن مصر تمنع دخول المساعدات..

 

أول أمس صدر عن القاهرة بيان خطير أراه تحذيرا لإسرائيل من مصدر مصري رفيع المستوى، جاء فيه أن مصر ملتزمة بالاتفاقيات الدولية وتحترم الالتزامات لكن هذا لا يعني أن مصر لن تستخدم كافة السيناريوهات المتاحة، أى الجاهزة الأن في تحليلي، للحفاظ على الأمن القومي لمصر، والحفاظ على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني..

 

لقد فاض الكيل بنا ونعلم أن مصر في جهازها السيادي الأعلى أمنيا رفضت استقبال رئيس الشاباك، وتتوالى الإجراءات المستفزة لمصر، فهم على الحدود، وهم يكذبون لتضليل العالم عن الدور المصري وتشويهه، وقال مصدر مصري للواشنطن بوست إن جنود اسرائيل سيكونون على حدود غزة مع رفح المصرية بنهاية مايو الجارى..

 

هل يفرضون علينا الحرب؟! لخمسة وأربعين عاما حافظت مصر على السلام مع الدولة الصهيونية، ومصر التى صنع جيشها النصر في عام 1973، هى مصر الأقوى حاليا بجيشها الذي تضاعفت قدراته كما ونوعا وأداء، ومن غير المفهوم أن تستفز إسرائيل مصر، فنضطر لإلغاء معاهدة السلام أو نجمدها أو نسحب السفير ونطرد سفيرهم، أو نتخذ إجراءات أمنية مضادة ردا عليهم.. أو يضطرونك لعمل عسكرى ردا عليهم.. أكرر ردا عليهم لأن مصر لا تهاجم إلا لرد أرض أو عدوان.

 

أرضنا تحت سيادتنا، وأي عدوان علينا يعني الحرب.. هل تتخيلون شكل ومدى تلك الحرب وما هدفها؟

حرب أكتوبر كانت حرب تحريك القضية لتحرير الأرض بالسياسة، وفق التوجيه الاستراتيجي للسادات وقتها رحم الله البطل، وهو ما نجحنا فيه واستعدنا كامل ترابنا الوطنى، واليوم وبعد أربعة عقود ونصف ماذا يكون هدف أي حرب مع إسرائيل؟

 

تصريحات جيش الاحتلال الإسرائيلي

 
هل سيجبروننا على فتح سيناء وإخلاء غزة؟ هل هذا هدفهم؟ هل ستكون سيناء مسرح عمليات ومدن إسرائيل كذلك؟ أي حرب مع مصر ستكون كارثة وأي حرب تفرضها إسرائيل علينا بالاستفزاز.. ستكون أمريكا شريكا لها علينا..

 

أفكر بصوت عال، كمصرى عاصر وعاش حروبنا مع الدولة الصهيونية، ترعاها دولة بات العالم كله يكره ساستها.. حتى شعبها من الداخل.. إنها أمريكا الشريرة..

 

واليوم تغير كل شيئ مع خروج المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بتصريحات تهدف لتلطيف الأجواء، بعد ساعات من التصريحات المصرية الغاضبة نتيجة ممارسات جيش الاحتلال في رفح،  حيث قال إن مصر دولة مهمة ونعمل على ألا تتسبب العملية المعقدة في رفح، إلى دفع المدنيين للتوجه نحو حدود مصر.

 

ولم يكتف بذلك بل قال أيضا أن رفح مدينة معقدة لأن حماس تستخدم المدنيين فيها، والمنطقة معقدة لأنها بالقرب من الحدود المصرية، ومصر بلد مهم لنا ويقوم بوساطة في مفاوضات الأسرى.

 

ثم تابع متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي تصريحاته قائلا: علينا ضمان أننا نعمل ضد حماس في رفح ولا نرى شعب غزة يتوجه نحو مصر بسبب حماس. وضمان أن المدنيين الأبرياء في غزة سيتوجهون إلى المناطق الآمنة الأخرى التي جهزناها لهم.

 

 

وأخيرا أثق في قيادتنا السياسية وحكمتها وأوراق الرد العديدة، وأثق في درع وسيف مصر القاطع، في جيشنا العظيم البطل.. 
يا رب احفظ مصر

الجريدة الرسمية