هدنة لاقتحام رفح!
رغم تكثيف الجهود للتوصل إلى هدنة في حرب غزة فقد خرج نتنياهو اليوم ليؤكد مجددا أن اقتحام رفح سوف يتم، سواء كانت هناك هدنة أو لم تكن، بل وأعلن أن عملية إجلاء الفلسطينيين من رفح قد بدأت بالفعل في إطار الاستعداد لعملية إقتحام رفح!
ويمكن أن يرى البعض أن ذلك يعد من الجانب الإسرائيلى ممارسة للضغوط على حركة حماس لتقبل بالمقترح المصرى الأخير حتى تقبل بالهدنة، في إطار الرد الإسرائيلى على المقترح المصرى.. وهذا ليس مستبعدا بالطبع.. ولكن محتوى كلام نتنياهو يمكن أن يحفز حماس أيضا على التشدد في ردها الذى ستقدمه خلال ساعات..
لأنه يتضمن تأكيدا على اقتحام القوات الاسرائيلية لرفح حتى بعد انتهاء الهدنة التى سيتحدد مدتها طبقا لعدد الإسرائيليين المحتجزين في غزة المفرج عنهم في إطار صفقة الهدنة، وهو العدد الذى يتراوح ما بين عشرين كما تريد حماس وأربعين كما تريد إسرائيل.
نتنياهو يبحث عن إنجاز عسكرى يبيعه للإسرائيليين بوصفه نصرا على حماس باقتحام ما تعتبره معقلها الأخير في قطاع غزة أملا في النيل من قادتها.. ولذلك يصر نتنياهو على اقتحام رفح رغم تزايد الرفض العالمى والتحفظ الأمريكى حتى الآن..
بل وتحذيرات بعض العسكريين الإسرائيليين الذين يقدرون أن حماس مازالت تحتفظ بكتائب مسلحة لا يقل عددها عن خمسة آلاف مسلح قادرين على إلحاق خسائر فادحة بالقوات الإسرائيلية إذا ما قامت باقتحام رفح واشتبكت بشكل مباشر معها.
وإذا كان نتنياهو مهتم بالتوصل إلى هدنة الآن ليخفف الضغوط الداخلية عليه وعلى حكومته، فإنه يراها تساعدها على القيام بعملية رفح فيما بعد تخفيف ضغوط أهالى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.. أى أنه يتعامل معها باعتبارها تمهيدا لتنفيذ خطته في رفح.