الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!
لا أعرف كيف بدأ اللقاء أو بالأصح لا أتذكر.. ما أذكره رغم أنه لم يمض على اللقاء إلا ساعتان على الأكثر وإننى كنت معزوما على الإفطار في رمضان الماضي في منزل أحد المعارف الذي لا أتذكره أيضا ووجدتنى في ركن من المكان أتحدث معه.
الحديث كان ودودا جدا رغم أنه لم يعرفني بدليل إننى قلت له إن لي صديقا يحبك جدا لدرجة أنه عقد قرانه في ضريحك في مسجدك في كوبري القبة؟ نظر لي بعينيه الثاقبتين ولم أخف من بريقهما الذي وصفه البعض بالمخترق للنفس والجسد معا.. لماذا؟ لا أعرف!
يمكن لأنني كنت قريبا منه جدا نفسيا وبالقرب الجسدى في الجلوس والذي لا يشي أو يوحى أو يولد رهبة أو خوفا، لكن أقل ما يوصف به هو الود والمعرفة القديمة، على عكس اللحظة والواقع في هذا الحلم الغريب..
المهم وأنا أواصل مد جسور الحوار معه وبسلاسة كأنك تتحدث مع صديق قديم تقابله مرة أخرى بعد غياب طويل.. قلت له: إن صديقي الذي عقد قرانه في ضريحك في مسجدك بكوبري القبة إسمه فتحي خطاب (الكاتب الصحفي ومدير موقع العرب اليوم الأردني في القاهرة والكاتب في قناة الغد) رد على بصدق غير مغلف بمشاعر المجاملة قائلا: أعرفه أنه صديقي!
حوار مع الزعيم
فرحت لأن الزعيم جمال عبد الناصر صديق صديقي فتحي خطاب.. إنتقل الحوار بنعومة وإستمر الحوار الذي لا أذكر تفاصيله الآن، وليتني كنت سجلته بالصوت والصورة حتى تصدقوني.. المهم بدأ المعازيم يتوافدون، ومنهم قس في الأربعينيات من العمر وعلى وجه ابتسامه حقيقية وهو يداعب طفلا معه ويتحدث إليه ضاحكا، ومن التحية المتبادلة مع الزعيم من بعيد ودون سلام باليد إيحاء للجالس أن هناك صداقة وود ولقاءات متتالية وتبدى ذلك في السلام من بعيد مثل لقاء الأصدقاء معتادي اللقاء..
حين أذن المؤذن للمغرب وإنتقل البعض لترابيزة السفرة الممتدة وجدتني أغبط من دعا لهذه العزومة الكبيرة، وهذا العدد الضخم من المعزومين الذي لا أستطيع تنظيمه أو إقامته أما لقلة ذات اليد أو خوفا من زوجتي وبخلها.. لا أعرف!
المهم وجدتني أتسلل بهدوء وأخرج من المكان ولم يشعر بي أحد وذهبت لمنزلي وقمت بتغيير ملابسي بملابس تليق بلقاء رسمي، ووجدتني أقول لنفسي وأتساءل هل من الذوق العودة مرة أخرى لمكان تركته؟!
أخيرا قررت العودة قائلا لنفسي: سأعود بعد إنتهاء الإفطار لإستكمال الإستماع والاستمتاع بهذا اللقاء أو الحوار مع الزعيم، الذي تحول إلى صديق أو تعارف جديد أريد استكمال الحوار معه، وحين رجعت وجدت المكان وقد تحول إلى قاعة كبيرة مثل قاعات الفنادق الكبرى، ولقاء مفتوح مع الزعيم ويتحدث ويحاور الزميلة تحية عبد الوهاب (الصحفية في روز اليوسف)..
وحين إنتهى من رده عليها، رفعت يدى وأنا واقف في نهاية القاعة طالبا الكلمة، لاحظنى الزعيم حين نبهته الاستاذة تحية عبد الوهاب وتلقيت نظرة منه، رددت عليها بابتسامة خجلى وإستمر في استطراده وحين أنتهى من كلامه بدأ ينظر للقاعة ليجيب عن سؤال جديد، وقد نسى نظرته لى منذ دقائق..
وهنا رفعت الزميلة والصديقة سمية عبد الرازق (الكاتبه الصحفية بالجمهورية) يدها وصوتها وموجهة رأسها لى وأنا في آخر القاعة قائلة: الأستاذ يسرى السيد، فأومأ الزعيم برأسه بأنه يعرفنى قائلا: طبعا الأستاذ يسرى السيد!
وفجأه وجدتنى على المنصة بجواره أساعده وقد أنتحى جانبا وهو يجهز لاب توب وبعض ملحقاته كى يستعين بهم في رده على الحضور.. وحين إنتهى وبعد أن ساعدته في المهمة بود وتعاون الأصدقاء الذين تربطهم علاقة قديمة، كان يبدو عملاقا وترتسم على وجه ابتسامة ممزوجة بالود تعلو جسدا عملاقا يرتدى بذلة رمادية وربطة عنق أنيقة..
كان يبدو من الأحداث أنه ترك رئاسة الجمهورية منذ فترة طويلة رضاء وأنه رغم إعتزاله الرئاسة ما زال مهتما بالشأن السياسي كرئيس سابق فقط، دون غرض، ويحتفظ بود مع من جاء بعده من الرؤساء.. المهم منحنى الزعيم الكلمة.. قلت وكأننى أخطب بجواره: لأننى أعرف أنك زعيم عروبى ومن أشد المؤمنين بالقومية العربية ما رأيك فيما يحدث في المنطقة وماذا تفعل لو كنت رئيسا؟!
حين هم بالاجابة، وأقسم بالله العظيم أننى صحوت حتى لا يظن أحد أننى أتهرب من ذكر الاجابة!
ورغم حزنى على عدم سماع الإجابة فقد صحوت وأنا أشعر بنشوة وسعادة لا توصفان ولأول مرة ومنذ زمن طويل لم أشعر بالجسد المنهك والمتعب والمكسر مثلما أشعر عند الإستيقاظ من النوم يوميا!
وأقسم مرة أخرى بالله العظيم إننى صحوت من النوم تاركا الزعيم جمال عبد الناصر يجيب، فهل تخبرنى الزميلة سمية عبد الرازق أو الزميلة فتحية عبد الوهاب عن الإجابة التى لم أسمعها.. ربما!
yousrielsaid@yahoo.Com