رئيس التحرير
عصام كامل

بين الفنانين والصحفيين.. شكر الله سعيكم!

نحتاج فورا إلى حوار بين الفنانين والصحفيين.. أهم فئتين يصنعان ويشكلان مشاعر ووجدان شعبنا.. الفنانون يؤدون مهمتهم في صياغة القيم من خلال أعمال درامية مرئية ومسموعة.. يقولون للناس فيها ومن خلالها إن الشر هزيمته حتمية. وأنه لا يولد إلا شرا.. وأن الخير منصور في النهاية.. كما تزرعه ستجده وإن الكذب لا ساقين له. 

وأن الحرام يؤدي إلي ضياع كل شئ. الأبناء ومستقبلهم والأسر وسمعتها.. وأن الأعراض وعقوق الوالدين قصاصها  دنيا قبل الآخرة.. وأن التعليم يضمن مستقبل الأبناء.. وأنه لا فرق بين غني وفقير إلا بالسيرة. الشرف.. وأن الأوطان تستحق التضحيات.. وهكذا يدور محتوى الدراما المصرية منذ نحو مائة عام من الفن!
 

Advertisements

بينما الصحافة المصرية هي التي قدمت كل ما سبق للناس.. وهي التي عرفت نجوم المائة العام للمشاهد والمستمع.. وهي التي تشرح وتنتقد.. وهي التي تكافئ المصيب وتعاقب المخطئ بحق وطنه وجمهوره. وهي التي تقدم الخدمة الاخبارية للمواطن في كل مكان. لولاها ما كانت الأخبار ولا المعلومات ولا المعرفة، وإنما عزلة تامة عن المحيط المحلي الاقليمي والدولي.. 

 

لولاها لترعرع الفساد في كل مكان وما ارتدع ولا توقف عند حد.. وهي لسان المواطن التي من مصلحته تمتعها بالحرية لتعبر عنه ولا يكسرها باطش ولا جبار.. وكلما ارتفعت ثقافة شعب استوعب أهمية الصحافة الحرة، بينما يشوه الفاسدون ممن لا يريدون مراقبا ولا رقيبا هذا الدور، وللأسف يصدقهم البعض!


لكن.. على نقابة الصحفيين أن تحدد من المناط له القيام بهذا الدور.. خاصة أنها تدرب أعضاءها ليل نهار وتعلمهم ولم تمنحهم عضويتها إلا بعد مشقة ظن الكثيرون معها أن انتماءهم لها حلم من الأحلام! ولا يصح مع ذلك بل وهي تسترد هيبتها وعافيتها أو هكذا نظن.. أن تمنح غير اعضائها هذه المهنة الثقيلة.. تحت أي مسميات أو مبررات!

 
كلانا -فنانون وصحفيون- يدرك دور الآخر.. الإنباء والأخبار وتسجيل وقائع وأحداث الدنيا مهمة أساسية للصحفي ليس من حق أحد التدخل فيها.. تنظيمها هو المطلوب وليس وقفها.. الفنان شخصية عامة ملك لأمته. جمهوره وللتاريخ كما هو أيضا ملك لأسرته.. حفظها للزمن واجب ومهمة مقدسة.. هذه المعادلة ينبغي تحقيقها.. وليس أحاديث المنع والرفض والتراشق من هنا. ومن هناك!

 
فلتحدد كل جريدة فريقها لتغطية الطوارئ.. نقابيون يدركون مسئولياتهم.. يحتفظون بوقارهم ولديهم من الكبرياء ما يكفي لمنع الاقتراب -مجرد الاقتراب- مما يجرح ويمس اعتبارهم ومهنتهم ونقابتهم.. وفي المقابل سيرتاح أي فنان وهو في مصابه الجلل أن ما يجري تضامن معه وليس العكس.. تقدير لمكانته وليس العكس.. احترام لتاريخ من العطاء وليس العكس.. عندئذ سيرتاح الجميع!

 


لا مانع من دورة تدريبية نقابية لمن ترشحهم صحفهم لتغطيات الطوارئ.. فليكن كل شيء علميا مهنيا مدروسا محكما.. الحوار هو الحل.. شكر الله سعي الجميع.

الجريدة الرسمية