الشريك الكامل الذي سقط مجددا في مجلس الأمن!
كانت المجموعة العربية بمجلس الأمن على حق عندما لم تلتفت لتحذيرات واشنطن من سحب مشروع قرارها بإعلان فلسطين عضوا كامل العضوية بالأمم المتحدة.. بما في هذه المجموعة الدول العربية ذات الصلة الجيدة بالولايات المتحدة..
فالكل أراد وضع الجمل والجمال أمام النخلة ليكون اختبار الأفعال والأقوال عمليًا.. وها هو مطلب يعتبر واقعيا أقل من تحقيق حل الدولتين، ومع ذلك ترفضه أمريكا التي تعلن ليل نهار انحيازها لـ الحل المذكور!
بات اللعب على المكشوف إذن.. فقط عند من راهنوا على أمريكا منذ البداية.. من سوقوا للعرب أنها الشريك الكامل، وراعي السلام، والصديق الحميم، وأوراق الحل بيدها.. وكان كله وهم في وهم في وهم..
من اختاروا واقتنعوا منذ البداية بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، والصراع على الوجود وليس الحدود، عليهم أن يتباهوا بصدق اختياراتهم.. وعليهم أن يتباهوا بصدقهم مع أنفسهم ومع الناس.. حتى لو كانت أمتنا لا تمتلك من القوة الآن ما يحقق أهدافها ويحرر كامل ترابها..
وكل ما يجري إلى حين ذلك من أحضان وقبلات وتصريحات دبلوماسية ليس إلا أطول مناورات سياسية في التاريخ.. لكن ستبقي تلك الرؤية للصراع صحيحة.. ويوم ما.. حتى لو في زمن ما.. مع جيل قادم.. حتى بعد ألف عام.. سيتحقق كل ما آمنوا به!