من غير زعل (15)
* رئيس الوزراء
قانون التصالح في مخالفات البناء القديم، حمل كثيرًا من الظلم لملايين المواطنين، ولاسيما بعد أن أجبرتهم الحكومة على التصالح على مخالفات لا ذنب لهم فيها، وارتكبها مقاولون معدمو الضمير، باعوا لهم وحدات سكنية في عمارات مخالفة، وتركوهم وهربوا عند صدور القانون، واضطر المواطن الغلبان حفاظا على الشقة التي دفع فيها شقي العمر إلى التصالح جبرًا.
الغريب معالي رئيس الوزراء، أن قانون التصالح الجديد الذي سيبدأ تطبيقه بعد أيام يحمل أيضا كثيرًا من الغموض واللبس، وقد يكون فيه ظلم أكبر لذات المواطنين الذين سبق أن ظلمهم القانون القديم والحكومة، خاصة فيما يتعلق بالسماح ببناء أدوار على العقارات المخالفة.
معالي رئيس الوزراء.. هناك محاولات تجري الآن من آلاف المقاولين اللصوص، ومعهم عدد من معدومي الضمير بالمحليات، للالتفاف على بنود القانون الجديد، ومنح ذات اللصوص تصريح تعلية، وبناء أدوار جديدة على ذات العمارات التي سبق أن هربوا وتركوا سكانها في مواجهة الحكومة منذ عامين.. "أقسم أنه لا يليق بحكومة مصر مكافئة لصوص في مقابل الحصول على أموال يا دكتور مدبولي، ولو حصل والله يبقى عيب ".
* وزير الآثار
في تبجح شديد خالٍ من الحياء، قرر متحف Chau Chak Wing التابع لجامعة سيدني الأسترالية منذ أيام، منع عرض المومياوات الفرعونية للجمهور بحجة تعارضها مع الأخلاق، في الوقت الذي يعرض فيه ذات المتحف منذ افتتاحه ما يزيد على الـ 5 آلاف قطعة من الآثار المصرية بشكل غير شرعي.
معالي الوزير.. أين أنتم من المومياوات التي رفض المتحف الأسترالي عرضها لدواعي أخلاقية، ومعها آلاف القطع أثرية المصرية المعروضة علنًا بذات المتحف، وكل متاحف العالم الشهيرة، رغم علمكم بأنها آثار مصرية الأصل، تمت سرقتها وتهريبها بأيدي لصوص، بما يتنافى مع القوانين الدولية والأخلاق التي تحدث عنها الأستراليون.. "هو مافيش بربع جنيه غيرة على مصلحة البلد دي، ولا هي آثارنا مستباحة، ولا إيه الموضوع؟!".
* وزير التعليم
منذ أيام تقدم محامي وكيلا عن ولي أمر طالب بإحدى المدارس الألمانية بالتجمع الخامس، ببلاغ للنائب العام، يتهم فيه المدراس الدولية بتدريس مواد لطلاب الصف السادس الابتدائي، تتضمن دعوات صريحة للمثلية الجنسية، وإتيان الرذيلة والميل لنفس الجنس، دون أدنى اعتبار لتعليمات الأديان السماوية أو قيم وأخلاقيات المجتمع المصري.
أعلم معالي الوزير أنكم وجهتم بتشكيل لجنة من التعليم الدولي بالوزارة، للقيام بفحص ما تضمنه البلاغ وشكاوى أولياء الأمور من وقائع كارثية بالمناهج بالمدرسة المذكورة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حال ثبوت الواقعة.
معالي الوزير.. الكارثة الأكبر ليست في الواقعة ذاتها، ولكن في أنها كشفت أن وزارتكم في غيبوبة وانفصال تام عن ممارسة سُلطاتها على المدارس الدولية في مصر، لدرجة أنه لا علم لكم بمضمون المناهج التي يتم تدريسها لأبنائنا بتلك المدارس.. "صدقًا، لو كنت مكان رئيس الوزراء لأصدرت قرارا بإقالتك وكامل العاملين بالتعليم الدولي بالوزارة".
* وزير التعليم العالي
منذ أيام ظهرت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تروج علنًا لبيع شهادات جامعية معتمدة من مختلف الجامعات والكليات المصرية، بسعر 9 آلاف جنيه للشهادة الواحدة، وحددت الصفحة للبيع -طبقًا للإعلان المنشور- مختلف شهادات البكالوريوس والليسانس والماجستير والدكتوراه، مؤكدة أن جميعها معتمدة وموثقة.
الغريب، أن التحدي وصل بالصفحة إلى حد الإعلان أن الحصول على الشهادة يتم في مقابل المبلغ فقط ودون دراسة، وفي التخصص الذي يريده الزبون، بل وأرفقت الإعلان بصور لشهادات صادرة من جامعات مصرية، لا أستطيع بالطبع الجزم بصحتها.
معالي الوزير.. الصفحة تعد بمثابة تحدٍ وقح لهيبة الدولة، وفضيحة قد تهز الثقة في الجامعات المصرية، في حالة عدم أخذ الأمر بجدية، والتحرك مع أجهزة الدولة المعنية للتوصيل لمن وراءها، وحقيقة تلك الشهادات.. "ماهي حاجة من الاتنين معالي الوزير، إما صاحب الصفحة أهبل ولازم يتحاسب، أو في كارثة في جامعاتنا إحنا مانعرفهاش".
* القائمون على أمر الصحافة
تغطية الجنازات وسرادقات التعازي، ليس بصحافة، ولا علاقة له بالعمل الصحفي، وانتهاك صريح لأوجاع ومشاعر أهل المتوفي، غير أن التطاول المتكرر على الصحفيين خلال تلك المناسبات الحزينة بات يشكل تشويهًا صريحًا للمهنة والمهنيين.
السادة، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، نقيب الصحفيين.. فضلًا احفظوا للمهنة وقارها وللصحفيين كرامتهم، وسارعوا بإصدار أوامر بوقف مهزلة تغطية الجنازات وسرادقات التعازي، واكتفاء بنشر خبر الوفاة، وموضوعات تتناول مسيرة المتوفي.. ",كفانا جرحًا لمشاعر الناس، وتقليلًا من قيمة المهنة".