الفن وسنينه
ماذا قدم الفنانون العرب في الدراما الرمضانية المصرية 2024؟! (2)
نستكمل في مقال اليوم ما بدأناه في المقال السابق من الحديث عن إسهامات الفنانين العرب في الدراما التليفزيونية المصرية 2024 كالعادة منذ سنوات بعيدة، حيث تحتضن مصر على مدار تاريخ الفن بها المبدعين العرب من كل الأقطار الشقيقة في مجال التمثيل وباقي فروع العملية الفنية، كالتأليف والإخراج والغناء والموسيقى التصويرية وغيرها..
ولما كنا قد تعرضنا في المقال الفائت للفنانين العرب الذين أجادوا وتألقوا على مستوى التمثيل، فإننا في السطور التالية نسوق بعض النماذج المتألقة في المجالات الفنية الأخرى، إضافةً على الجانب الآخر الفنانين الذين لم يحالفهم الحظ ولم يوفقوا في الأعمال التى شاركوا فيها وخالفوا التوقعات تجاههم.
ألمى وأصالة وبوحافة'
على مستوى التأليف تأتي المساهمة الوحيدة من خلال السورية ألمى كفارنة التي كتبت القصة والمعالجة الدرامية لواحد من أفضل الأعمال التليفزيونية الاجتماعية هذا العام وهو مسلسل بدون سابق إنذار بطولة آسر ياسين والتونسية عائشة بن أحمد وإخراج هاني خليفة، وقدمت فيه موضوعًا شيقًا ومثيرًا سريع الإيقاع سبق وأن تناولناه من قبل أكثر من مرة.
ألمى صحفية وإعلامية شابة مرموقة واتجهت إلى مجالي التمثيل والتأليف مؤخرًا وهذا المسلسل هو أول أعمالها كمؤلفة.
أما عن المطربين والموسيقيين العرب في مجال تتر وأغاني المسلسلات، فقد أبدع نخبة منهم هذا العام، أبرزهم النجمة السورية أصالة في تتر مسلسل مليحة في كليب من التراث والفلكلور الفلسطيني بعنوان أصحاب الأرض مصحوب بفن الترويدة الفلسطينية.. ألحان الموسيقار الفلسطيني حسين نازك وتوزيع أحمد ضياء وميكس وماستر أسامة الهندي، فكرة وإخراج عادل رضوان،
كما غنت أصالة أيضًا أغنية تتر البداية لمسلسل نعمة الأفوكاتو بطولة مي عمر وإخراج محمد سامي، بعنوان يا حظ، كلمات ملاك عادل، ألحان مدين وتوزيع أماديو وميكس وماستر هاني محروس، والأغنية الترويجية للعمل بعنوان الجوكر.
نوال وبسمة وجنات
تألقت المطربة الكويتية نوال في غناء تتر مسلسل صيد العقارب لأول مرة في مشوارها لمسلسل مصري، بطولة غادة عبد الرازق وإخراج أحمد حسن، وهو بعنوان كلنا واحد كلمات أحمد حسن راؤول، ألحان تامر عاشور، توزيع أحمد إبراهيم.
وكذلك المغربية بسمة بوسيل التي عادت للغناء بعد غياب طويل في أولى تجاربها في غناء تترات المسلسلات في تتر النهاية لمسلسل نعمة الأفوكاتو بعنوان أنا لا أتخان ولا أتهان، كلمات محمد سامي وألحان هيثم نبيل وتوزيع خالد نبيل إضافة إلى 3 أغنيات أخرى ضمن أحداث العمل.
وأجادت المغربية جنات في غناء تتر مسلسل بقينا اتنين بطولة شريف منير ورانيا يوسف، تأليف أماني التونسي، إخراج طارق رفعت، وعنوانه حبنا وحكاياته كلمات آمير طعيمة، ألحان محمد رحيم، توزيع تميم.
ومن المغرب أيضًا غنت نوال عبد الشافي تتر مسلسل فراولة بطولة نيللي كريم وإخراج محمد على.
ومن سوريا غنت لينا شماميان تتر مسلسل جودر بطولة ياسر جلال وإخراج إسلام خيري.
أما أروع موسيقى تتر وموسيقى تصويرية في أعمال رمضان هذا العام كانت بتوقيع الموسيقار التونسي الشاب آمين بوحافة، من رباعيات عمر الخيام وبصوت المصري الرائع وائل الفشني.
جومانا وشباط ومعوض
بما أنه هناك من يبدعون ويتألقون فهناك أيضًا من لم يوفقوا ولم يحالفهم الحظ وهذا أمر متعارف عليه تمامًا، ومن أبرز الفنانين العرب من النوع الثاني تأتي الفنانة السورية جومانا مراد التي أطلت ولكن لم تقنع بمسلسل عتبات البهجة بطولة العملاق يحيى الفخراني، عن قصة للأديب إبراهيم عبد المجيد، رؤية وسيناريو وحوار مدحت العدل، إخراج مجدي أبو عميرة..
أطلت في شخصية نعناعة المرأة الشعبية التي تمتلك كشك لبيع الخردوات والهدايا، فلم تكن هيئتها ولا طريقة كلامها تعبر عن هذه الطبقة، وجاءت فيها كثير من المبالغة والأوفرة وكأنها استدعت صورة كارتونية للمرأة الشعبية من مسرحيات قديمة! باختصار لم تكن مناسبة للشخصية تمامًا.
وفي نفس العمل فنان سوري آخر هو الفنان الشاب خالد شباط في دور محوري للحفيد الأكبر لبهجت - يحيى الفخراني والذي من المفترض أن لديه رصيد جيد من الأعمال في بلده، ولكنه لم يترك بصمة في هذا المسلسل واتسم أداؤه بالعصبية معظم الأوقات وال Reaction الواحد الثابت فضلًا عن عدم إجادته التمثيل والكلام باللهجة المصرية.
أخيرًا وليس أخرًا لم ينجح الفنان اللبناني نيقولا معوض على عكس نجاحاته السابقة، في تجسيد شخصية العالم والفيلسوف والشاعر المثير للجدل عمر الخيام في مسلسل الحشاشين، بطولة كريم عبد العزيز وتأليف عبد الرحيم كمال وإخراج بيتر ميمي..
وربما لم يساعده السيناريو في ذلك، والذي لم يبرز إنجازات الخيام ومكانته الكبيرة، وركز على شربه للخمر معظم الأوقات! من ناحية ومن ناحية أخرى فشخصية الخيام صعبة وثرية جدًا ومتعددة الجوانب وبها تناقضات عديدة، ومن ثم كانت تحتاج إلى ممثل من العيار الثقيل ليفهم أبعادها وخفاياها، هذا فضلًا عن عدم إجادة معوض للغة العربية في إلقاء شعر الخيام فكثرت أخطاؤه اللغوية.