الفتوة والصعلوك.. وخداع الشعوب
عندما يريد نظام دولة ما غض البصر عن أزمة أو فضيحة تم رصدها ويتابع العالم مسارها لحظة بلحظة يختلق أزمة، حتى يلفت الأنظار حولها في محاولة لطمس الفضيحة وتوجيه الأنظار نحو المؤامرة المطبوخة.. هذا سيناريو تتبعه الأنظمة والحكومات والجهات الأمنية على مدى عقود مضت..
وهو ما يعد مسرحيات من تأليف وإخراج أنظمة الدول الهشة التى تتهرب من المسئولية في مواجهة شعوبها بالحقائق بكل صدق وشفافية.. الصهاينة ارتكبوا جرائم حرب ممنهجة ضد المدنيين الفلسطينيين، أسفرت حتى كتابة هذه السطور عن 31 ألف شهيد و74 ألف جريح بسلاح أمريكانى، ومشاركة فعالة ودعم عسكرى وسياسى غير محدود يفوق الخيال، بل ويعوق الأمريكان أي قرار يطالب بوقف إطلاق النار أو هدنة بقطاع غزة ويدفع الصهاينة لتحقيق مآربهم في الإبادة الجماعية والتهجير القسرى.
بايدن الصهيونى في مرمى نيران الديمقراطية والاتهامات الموجه له من قبل الشعب الأمريكى، الذى لا يكف عن مطالبته بوقف الحرب من خلال التظاهرات فى الشوارع والميادين وأمام البيت الأبيض، ولكنه أصم ولا يستجيب..
نفس الحال بالنسبة لنتنياهو الصهيونى الأكبر الذى يواجه تظاهرات مطالبة بوقف الحرب وتحرير الرهائن وتقديم استقالة الحكومة. هنا فتح الستار لبدء عرض مسرحية الفتوة والصعلوك، رواية أمريكية صهيونية من تأليف قتلة الأطفال، تشير المسرحية الهزلية إلى أن العلاقة بين بايدن الصهيونى ونتنياهو الصهيونى تتراجع رويدا رويدا منذ مطالبة بايدن نتنياهو بتغيير حكومته..
في الوقت الذى ينظر إلى التهديد الصهيونى باجتياح رفح على أنها القشة التى تحدد إنهيار تلك العلاقة، واعتبر بايدن أن اجتياح رفح خط أحمر.. دعونا نسترجع الماضى القريب، منذ بدء طوفان الأقصى، بايدن زار إسرائيل مؤكدا أنه صهيونى، وبلينكن وزير خارجيته قال جئت إليكم بصفتى يهوديا، وتبادل بايدن ونتنياهو كلمات الغزل..
وعمليا دعمت أمريكا الصهاينة بكل أنواع السلاح والمعدات العسكرية والأفراد لقتل الأطفال والنساء، ثم يدعون أن هناك خلافا بين الاثنين في محاولة لتجميل صورة بايدن لدى الرأى العام الأمريكى بشكل مخادع، وإعطاء الفرصة لنتنياهو بأن يغازل شعبه بأنه الوحيد الذى يقرر مصيره، وكلاهما عاشق لمزيد من ارتكاب جرائم حرب لقتل المدنيين الفلسطينيين.