غزة وانتخابات أمريكا
هل تؤثر الحرب في غزة على الانتخابات الرئاسية في أمريكا؟ البعض يؤكد أن هذه الحرب لها تأثيرها على الانتخابات الرئاسية الأمريكية بالفعل.. ويعلل هؤلاء أن الإدارة الأمريكية وهى تتعامل مع هذه الحرب تضع في اعتبارها الأول تلك الانتخابات..
ولذلك هى لا تضغط بما يكفى على إسرائيل لوقف الحرب حتى لا تخسر أصوات اليهود التى تعد كتلة انتخابية متماسكة تقريبا، على عكس الأصوات العربية المتفرقة والمستترة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في أمريكا..
ويعزز ذلك أن المنافس الجمهورى ترامب يلقى قبولا أكثر لدى يهود أمريكا.. بل هناك من يرون أن نتنياهو يماطل في وقف الحرب ويقوم بتمديدها انتظارا لتولى ترامب الحكم في أمريكا، لأنه سيكون أكثر دعما لاسرائيل في رفضها حل الدولتين على عكس بايدن.
ويرى بعض الأمريكيين أنه إذا كان أحد عناوين الانتخابات الرئاسية السابقة في أمريكا هو تدخل الروس فيها، فإن الانتخابات المقبلة سيكون أحد عناوينها تدخل الإسرائيليين فيها.
لكن رغم أن بايدن يضع في اعتباره أصوات اليهود فإنه لا يستطيع تجاهل انصراف أعداد من الناخبين الأمريكيين عن تأييده بسبب رفضهم الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل في حربهم ضد أهل غزة، والتى تحولت إلى حرب إبادة بالقصف والتجويع.
وفي مقابل هؤلاء هناك من يرون أن تأثير حرب غزة على الانتخابات الامريكية لا يرقى إلى مستوى تأثيرات أخرى أمريكية أساسا.. فإن الناخب الأمريكي في الغالب يصيغ مواقفه في الانتخابات مستوى معيشته أساسا.. أى أن الأوضاع الاقتصادية هى التى تحدد مواقفه الانتخابية.. وهؤلاء يذكروننا بشعار كلينتون الأثير في حملته الانتخابية الأولى (إنه الاقتصاد يا غبى)..
وبالإضافة إلى ذلك ثمة أمر آخر يتعلق بحالة بايدن الذهنية سيكون لها تأثيرها على الانتخابات الأمريكية في ظل توالى مظاهر افتقاده التركيز ونسيانه والخلط بين أسماء الدول وقادتها.
على كل حال نحن أمام موقف أمريكى داعم لإسرائيل يتجاوز الاعتبارات الانتخابية حفاظا عليها كإحدى القواعد الأمريكية الاستراتيجية في المنطقة. لذلك انتفضت لحمايتها بالمال والسلاح والرعاية الدولية بكل قوة بعد السابع من أكتوبر.