تخدير أمريكى للعرب!
أشك في أن أمريكا جادة في تنفيذ حل الدولتين للمشكلة الفلسطينية.. وأتصور أن الحديث الأمريكي بين الحين والآخر عن حل الدولتين الذى يقضى بإقامة دولة فلسطينية مستقلة هو نوع من التخدير لنا نحن العرب..
فإذا كانت أمريكا تعطل وقف للحرب في غزة، مراعاة للمطلب الإسرائيلى الخاص باستمرار الحرب لأشهر قادمة، ولا تكبح جماح الإسرائيليين حتى لا يقتحموا رفح الفلسطينية، فكيف ستفضى هذه الحرب إلى إقامة دولة فلسطينية، يعلن الإسرائيليون رفضهم لها ويؤكدون أنهم لن يوافقوا عليها أبدا؟!
كما أن أمريكا لا تفعل شيئا لمنع إسرائيل من إحكام استيلائها على المزيد من أراضى الضفة الغربية وإبتلاع القدس وانتهاك المسجد الأقصى من قبل المتطرفين اليهود في حماية الشرطة الاسرائيلية، وإغلاق القدس أمام الفلسطينيين، وهى المدينة التى يطلب العرب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية، مع الإعداد لتواجد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة لسنة أو أكثر والقيام باقتحامها بعد انسحاب قواتها منها حينما ترى ضرورة ذلك.
وذلك كله يؤكد أن أمريكا ليست جادة بالحديث عن حل الدولتين، لأن مقومات تأسيس دولة للفلسطينيين تتعرض للتقويض من قبل الإسرائيليين ولا تقول لها أمريكا توقفى وانه حرب غزة، بل كل ما تهتم به هو التوصل إلى هدنة جديدة تسمح بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، ولم تتمكن إسرائيل من استعادتهم بالحرب الوحشية والإبادة الجماعية للفلسطينيين.
إن الحديث المتكرر للأمريكان عن حل الدولتين، هو مجرد تخدير لنا نحن العرب ومحاولة تهدئة الغضب العربى الرسمى والشعبي، بسبب الوحشية الإسرائيلية في قطاع غزة.
باختصار إنه تخدير حتى تمضى إسرائيل في تنفيذ مخططها، لالتهام ما تبقى من أراض فلسطينية.. أما لو كانت أمريكا جادة في حل الدولتين لأجبرت إسرائيل فورا على وقف الحرب في غزة، وهى تستطيع ذلك، لأنها هى التى تمول هذه الحرب بالمال والسلاح، كما تحمى إسرائيل دوليا.