أوهام نتنياهو!
ليس مفاجئا أو جديدا أن تتضمن خطة نتنياهو لليوم التالي لنهاية الحرب استمرارا لتلك الحرب من خلال عمليات عسكرية إسرائيلية جديدة في أي مكان بقطاع غزة، فقد سبق أن أعلن نتنياهو ذلك من قبل!
وليس مفاجئا أو جديدا أيضا أن تتضمن الخطة تحديد مناطق عازلة في القطاع خالية من السكان يتم اقتطاعها من أرضه، فقد أعلن ذلك أيضا نتنياهو من قبل!.. وليس مفاجئا أو جديدا كذلك أن تتضمن الخطة استمرارا للتواجد العسكري الإسرائيلي لأجل غير مسمى في القطاع وتولي أمر الأمن فيه، فقد أعلن ذلك نتنياهو أيضا من قبل ومبكرا!
كما ليس مفاجئا أو جديدا أن تتضمن الخطة أيضا ترتيبات يسعى الإسرائيليون إليها بخصوص الحدود المصرية مع القطاع ومعبر رفح، فهذا معلن منذ وقت أيضا رغم رفض مصر له!.. وأيضًا ليس مفاجئا أو جديدا أن تتضمن الخطة تصفية لمنظمة الأونروا في القطاع واستبدالها بمنظمات أخرى تتعاون مع إسرائيل، فهذا أعربت عنه حكومةَ نتنياهو مؤخرا ومهدت له بتوجيه اتهامات للعاملين في الأونروا بمساعدةَ حماس والتعاون معها!
ولكن الجديد والمفاجئ هو آخر بند في خطة نتنياهو الغريبة والشاذة والذي يتعلق بإعادة تربية أهالي القطاع لنزع العداء من نفوسهم لإسرائيل والإسرائيليين، وهو ما يحتاج كما تقول الخطة لسنوات وتغييرا في مناهج التعليم وفي الثقافة الفلسطينية السائدة بين أهل القطاع!
وهكذا يريد نتنياهو إخضاع فلسطيني غزة بالكامل.. بالسلاح، وبالثقافة والفكر أيضا.. وهذا هو المستحيل بعينه.. فإن أطفال غزة الذين شاهدوا آباءهم وأمهاتهم وإخوانهم يقتلهم الإسرائيليون ويتركون جثثهم في الطرقات تنهشها الكلاب لن ينسوا ذلك أبدا، بل أنهم سوف يسعون للانتقام من قاتليهم الذين شنوا ضدهم حرب إبادة وحرموهم من مقومات الحياة الأساسية.. إن ما يريده نتنياهو هو من قبيل الأوهام.