هاني الناظر الذي فقدناه!
رحل طبيب الإنسانية.. طبيب البسطاء.. رحل الرجل الذي حظى بشهرة واسعة وشعبية جارفة داخل مصر وخارجها، ظهر صداها بشكل جلي في أزمته الصحية الأخيرة.. وكان الحزن علي رحيله علي قدر محبة الملايين له.. لما لا وهو الذي لم يرد سائلا ولم يتهرب من مسألة ولم تتوقف ابتسامته الصافية وهي خليط من الطيبة والصدق مع الذكاء مع العلم؟! لما لا ونحن أمام رجل لا يتوقف عن العطاء!
قبل سنوات كان الفقيد الكريم مسئولا عن أحد أكبر المؤسسات البحثية في مصر، التي أسست في الخمسينيات لتضع مصر على طريق التقدم، وقدم لها وقدم معها خلاصة جهده حتى عاد للناس بعد الانتهاء من خدمته العامة إلي عيادته التي كانت مفتوحة للجميع.. القادرون وفق إمكانياتهم وغير القادرين وفق ظروفهم.
وقبل أربعة أشهر لا غير بالتمام والكمال فوجئت أسرة الدكتور هاني الناظر وفوجئنا معها.. بصدمة، عندما هاجمه صداع شديد.. وانتهى التشخيص إلى اكتشاف إصابته بخلايا سرطانية شرسة، وأعلن نجله محمد نبأ المرض اللعين الذي أصاب والده، وطلب الدعاء وهو الذي لم ينقطع من محبي الرجل طوال الأشهر الماضية..
وبعد معاناة مريرة جدًا وبعد معركة شرسة مع المرض.. رحل الطبيب الإنسان وتوقف القلب الطيب عن الحركة، وصعدت روحه الطاهرة إلي بارئها لنفقد عالما جليلًا وإنسانا نقيا، لتتحول صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والعالم العربي إلي سجل عزاء كبير.. يبكيه الملايين علي طريقتهم الممتدة من أسرة الناظر وزملائه إلي ملايين البسطاء..
ننضم إلى هؤلاء الداعين له بالرحمة وأن ينعم عليه الله بالمغفرة، وأن يسكنه فسيح جناته جزاء ما قدم، وأن يعوض الله الضعفاء ممن مد لهم جسور الحب والأمل بمن يسير علي خطي الرجل ويقتفي أثره في الخير والعطاء.. وأن يلهم الله أسرته ومحبيه كل الصبر.. رحم الله.. هاني الناظر