بايدن يحض نتنياهو!
الرئيس الأمريكى بايدن قال أمس إنه حض نتنياهو على وقف مؤقت لإطلاق النار ليمكن تحرير الأسرى لدى حماس وبقية الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة.. ويلفت الانتباه في هذا التصريح أن بايدن استخدم فعل حض نتنياهو، أى حفزه وشجعه..
ولم يستخدم فعلا آخر في هذا الصدد يقترب من فعل أمره وهو ما يملكه بايدن، لأن بلاده هى التى تقدم السلاح الذى تستخدمه القوات الإسرائيلية في عدوانها الوحشى ضد أهل غزة، وتقدم لإسرائيل المال الذى تمول به هذه الحرب وتساعد الاقتصاد الإسرائيلى على تحمل أعبائها، كما توفر لإسرائيل الحماية الدولية.
كما أن بايدن طالب نتنياهو بوقف مؤقت لإطلاق النار وليس وقفا نهائيا.. وقال بوضوح أن الغرض من الوقف المؤقت لإطلاق النار هو الإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة، وبعدها يمكن أن تعاود القوات الاسرائيلية عدوانها الوحشى مجددا، بل بقدر أكبر من الوحشية كما حدث بعد هدنة الإسبوع قبل عدة أسابيع مضت.
إذن أمريكا لا تريد وقف العدوان الإسرائيلي الوحشى ضد أهل غزة، وإنما هى ترشد أداء الإسرائيليين فقط ليحقق أهدافه التى ينشدونها، وتساعدهم على إسترداد أسراهم المحتجزين في غزة.. وحتى وهى تفعل ذلك لا تضغط على الاسرائيليين إنما تحثهم أو تحضهم على ذلك فقط كما قال بايدن نفسه.
وهذا يؤكد لنا أن أمريكا شريك لإسرائيل في حربها ضد أهل غزة.. وهى شريك لطيف للاسرائيليين لإنها تقدم لهم كل شىء ولا تأمرهم بتنفيذ نصائحها، وإنما تكتفى بحثهم فقط والحض على قبولها.. فكيف نصدق أمريكا وهى تتحدث عن حل الدولتين الذى يقضى بإقامة دولة للفلسطينيين.. وحتى ولو كانت مقتنعة فعلا بهذا الحل فإنها سوف تكتفى بحض اسرائيل فقط على القبول به، ولن تفعل لها شيئا إذا رفضته كما أكد ذلك نتنياهو وحكومته؟!