سيف الله المسلول، أسرار عبقرية خالد بن الوليد في 5 انتصارات متتالية

خالد بن الوليد، رضي الله عنه، هو أعظم عقلية عسكرية، وأخطر عبقرية حربية عرفها التاريخ.. اكتشف رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، مواهبه الفذة في الجندية، والقتال، وأطلق عليه "سيف الله المسلول"، رغم أنه كان عائدا من معركة انهزم فيها جيش المسلمين، وعير الناس الجنود العائدين، آنذاك، بأنهم "فرَّار"، فرد عليهم، صلى الله عليه وآله وسلم: قائلا: "بل الكُرّار إن شاء الله".
خاض خالد بعدها أكثر من 100 معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من الروم والفرس وحلفائهم، ولم ينهزم قط.
قال عنه الجنرال الألماني "فون درغولتيس"، أحد أبرز قادة الحرب العالمية الأولى، وصاحب كتاب "الأمة المسلحة": "إنه أستاذي في فن الحرب".
في الحلقات التالية نستعرض جوانب العبقرية الحربية، وأسرارها عند خالد بن الوليد.
(5 انتصارات في 5 أيام)
قرر الصِّدِّيق انتداب خالد لقيادة جيوش الشام، وقال: "والله لأُنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد".
وأمره أن يأخذ نصف جيش العراق، 9 آلاف فقط، ليتحرك بهم لنجدة الشام، على أن يترك في العراق النصف الآخر.
وكلف خالد، المثنى بن حارثة بإدارة شئون البلاد أثناء غيابه.
ثم انطلق في طريق غير مأهولة، حيث يمر خلالها بصحراء السماوة، وهي صحراء مُهلكة، رهيبة، مترامية الأطراف كالتيه.. غير مطروقة، يسير فيها الراكب خمسة أيام كاملة فلا يجد فيها بئر ماء واحدة.
كان خالد يريد مباغتة الرومان، الذين لا يتوقعون أن يمر جيش في صحراء السماوة، ويبقى جنوده أحياء، خاصة مع حرارة الشمس المهلكة.
وبعد أن تمت هذه التجهيزات، والاستعدادات، بدأ خالد يتحرك بالجيش، فكان يسير به ليلا ونهارا، ويتجنب السير في وقت الظهيرة.. مستهدفا بذلك أن يقطع مرحلتين في يوم واحد؛ حتى لا ينفد ما معهم من الماء قبل الوصول إلى البئر الذي حدد مكانه رافع بن عمير.
فقد كان ذلك البئر هو أملهم الوحيد للنجاة من الهلاك.
شجرة العوسج
وكان رافع قد عبر صحراء السماوة (تقع جنوب شرق سوريا) مرة واحدة في حياته، حين خرج وقتها وهو غلام صغير في سفر مع أبيه، فحفِظ مكان بئر الماء، فقال لخالد: "ابحثوا عن شجرة عوسج صغيرة في هذه المنطقة، فعندها بئر الماء".
فأخذ الناس يبحثون في كل مكان، فلم يجدوا شجرا!!
وعادوا بعد بحث شاق طويل، وقالوا: "يا رافع! لم نجد شجرا".!!
فصرخ: "ويلكم، هلكنا والله.. ابحثوا في كل مكان".
فعاودوا البحث في كل شبر، حتى هداهم الله في النهاية إلى مكان الشجرة.. وجدوا جزءًا من ساقها، فقد قطعت منذ زمن.
فأمرهم رافع أن يحفروا عندها، فحفروا، حتى ظهرت عين الماء، وشرب الناس حتى ارتووا.
كان عبور صحراء السماوة مغامرة غير مسبوقة، سجلها التاريخ باسم خالد بن الوليد.
وصل خالد إلى الشام، وبالفعل تفاجأ به الرومان على أرضهم.. نزل عليهم كالصقر من حيث لم يحتسبوا.
واستطاع خالد بن الوليد أن يفتح خمس مدن شامية، تحميها القوات الرومانية بمجرد وصوله إلى الشام!!
وبمجرد وصوله اشتعلت الأحداث، وصارت متلاحقةً وساخنةً جدًّا.
انقض خالد وجيشه على مدينة تسمى "أرج" على أول حدود الشام، وحاصروها، حتى اضطر أهلها لطلب الصلح مقابل الجزية.
فتح "تدمر" و"القريتين".. "حوارين" و"الثنية"
ثم توجه خالد بجيشه إلى مدينة "تدمر"، فحاصرها.. فتحصن أهلها في أول اليوم داخل حصونهم، ولكنهم استجابوا للصلح بعد ساعات، ثم فتح خالد مدينة "القريتين" بعد معركة قصيرة جدا، ثم فتحوا مدينة "حوارين"، ثم فتحوا مدينة "الثنية".
تحققت هذه الفتوحات الخمسة في خمسة أيام فقط.
ثم تحرك خالد بجيشه إلى مدينة "بُصرى" (إحدى مدن سوريا)، حيث كان مقررا أن تجتمع له هناك الجيوش الإسلامية الأربعة التي بالشام ليتسلم القيادة العامة من أبي عبيدة بن الجراح.
بالفعل، التقى خالد بالجيوش الإسلامية قريبا من "بُصرى".
حصار "بُصرى"
وقرر أن تكون أولى عملياته العسكرية الكبرى هى فتح هذه المدينة الاستراتيجية الحصينة، مدينة "بُصرى"؛ لما لها من أهمية كبيرة عند الرومان، ففيها العديد من حصونهم وكنائسهم، وإذا استطاع المسلمون فتحها فستكون هزة عنيفة ومزلزلة للكيان الروماني في الشام.
حاصرت الجيوش الإسلامية الخمسة مدينة "بُصرى" من جهاتها الأربع.
فتح "بُصرى"
ونادى خالد بن الوليد في جند الشام ليرفع حماستهم، قائلا: "يا أهل الإسلام، الشدة الشدة، احملوا عليهم.. إنكم إن قاتلتموهم محتسبين عند الله الأجر، فوالله لا ينتصرون علينا أبدا".
وبدأت الاشتباكات، فكان الرومان يخرجون للقتال، ثم يعودون للاختباء داخل حصونهم، ولكنهم لم يصبروا أمام هذا الحصار الشديد طويلا، فطلب أهل "بُصرى" أن يصالحوا المسلمين مقابل الجزية.
وبذلك أصبح معظم "الأردن" تحت الحكم الإسلامي.
قام خالد بتقسيم جيش الشام إلى أربعة أقسام:
الأول: مكون من جيش خالد 9 آلاف، وجيش أبي عبيدة 7 آلاف.
وتحرك بهم خالد بن الوليد لتنفيذ مهمة شديدة الصعوبة.. وهي حصار "دمشق" عاصمة الشام.
القسم الثاني: وهو جيش شرحبيل بن حسنة 7 آلاف.. ومهمته المحافظة على مدينة "بُصرى"، وتأمينها.
أما القسم الثالث: وهو جيش يزيد بن أبي سفيان، وعدده 7 آلاف أيضا، وعليه أن يتحرك إلى منطقة البلقاء.
والقسم الرابع: وهو جيش عمرو بن العاص 3 آلاف، وعليه أن يتوجه إلى فلسطين.
"معركة أجنادين"
تحرك خالد مع أبي عبيدة بجيشيهما، المكونين من 16 ألف مقاتل، إلى العاصمة "دمشق"، وحاصروها، وطال أمد الحصار، واستعصى عليهما فتح الحصون، فدمشق مدينة شديدة التحصين.
في ذلك الوقت، وصلت إلى "هرقل" أنباء انتشار جيوش خالد بن الوليد في كل أنحاء الشام، فجن جنونه، وكاد أن يفقد صوابه عندما عرف أن دمشق تحت الحصار، فهي عقر بلاد الشام.
أرسل "هرقل" رسالة إلى والي حمص "وردان" يأمره بأن يتحرك فورا بقوات رومانية إلى دمشق لفك الحصار.
جهز وردان جيشا من 12 ألف مقاتل، ولكنه رأى بخبرته العسكرية أن اصطدامه مع جيش خالد عند دمشق لن يكون في صالحه لأن جيش خالد أكبر من جيشه.
لذلك دبر "وردان" لخالد خطة ماكرة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا