الفن وسنينه
جريمة سينمائية كاملة.. تكرار أسماء الأفلام القديمة؟! (1)
إسم الفيلم بمثابة البراند Brand والعلامة التجارية لأي منتج أو سلعة، يلتصق به على مدار التاريخ، ومن ثم فهو عنصر مهم جدًا بالنسبة له، وقد يكون أحد عوامل نجاحه وشهرته وإقبال الجمهور عليه، أو فشله وانصراف الجمهور عنه، ولهذا يجب على صناع الفيلم بدايةً من المؤلف ومرورًا بالمنتج والمخرج وأبطاله التريث والتدقيق في اختيار الاسم..
الذي من الأفضل أن يكون سهلًا على الناس ومستساغًا وقصيرًا في كلماته حتى يحفظونه سريعًا ولا يكون صعبًا معقدًا طويلًا فينفرون منه ويهجرونه، كما ينبغي أيضًا ألا يصبح أسم الفيلم مكررًا وسبق إطلاقه على عمل سينمائي قبله بأي حال من الأحوال، حتى لا يحدث لبس لدى الجمهور ولدى النقاد والباحثين السينمائيين وكل الذين يؤرخون للسينما.
وللأسف ظاهرة تكرار نفس أسماء الأفلام القديمة في أكثر من عمل ظاهرة قديمة جديدة مرفوضة شكلًا وموضوعًا، وتعد أشبه بالجريمة السينمائية متكاملة الأركان، لا يجب السكوت عليها ولزم التنبيه إليها حتى لا تصبح أمرًا واقعًا لا مفر منه.
وفي رأيي أن المسؤول عن وقوعها وتجددها باستمرار كتاب الأفلام الذين لا يتحرون الدقة ولا يتعبون أنفسهم في البحث عن أسماء مبتكرة وغير مكررة لأفلامهم، ويشاركهم في ذلك المخرجون والمنتجون والنجوم بدرجة أقل، ثم الرقابة التي من مبادئ عملها ألا تجيز أو تصرح لفيلم قبل أن تبحث وتتأكد من عدم مطابقة إسمه لفيلم سابق عليه، هو صاحب الحق الأصيل في الإسم! وقد رصدنا في السطور التالية العديد من النماذج الخاصة بظاهرة تكرار أسماء الأفلام.
المتهمة والمجنونة والمجرم
المتهمة من الأفلام القديمة تم إنتاجه عام 1942، بطولة المنتجة الرائدة والممثلة آسيا داغر مع زكي رستم ويحيى شاهين، تأليف يوسف جوهر وإخراج هنري بركات، ويدور في قالب درامي مشوق حول وكيل النيابة الشريف كامل الذي تقرر زوجة أحد تجار المخدرات الانتقام منه لإدانته زوجها والتسبب في سجنه.
وبعد 50 عامًا على الفيلم الأول ظهر فيلم يحمل نفس الإسم والغريب أنه لنفس المخرج هنري بركات وعالم المخدرات قاسم مشترك بين الإثنين أيضًا؟! حيث تسافر ليلى لقضاء شهر العسل مع زوجها رجل الأعمال وعند عودتها يقبض عليها بالمطار متلبسة بكيس هيروين لتكتشف حقيقة زوجها تاجر المخدرات! البطولة لمعالي زايد، صلاح ذوالفقار، صلاح قابيل، تأليف عادل أبو الفتوح.
المجنونة بطولة ليلى مراد ومحمد فوزي وإسماعيل ياسين، تأليف محمد كامل حسن وإخراج حلمي رفلة، يلتقي الطبيب النفسي عادل بليلى فيكتشف أنها تشك في كل شيء وتشعر أن هناك من يدبر لها شيئًا خطيرًا فيحاول علاجها بإحدى المصحات، الفيلم إنتاج 1949.
بنفس الإسم فيلم سيناريو وحوار وبطولة إسعاد يونس ومحمود عبد العزيز ومها أبو عوف وإخراج عمر عبد العزيز، ويدور حول فتاة مهووسة ومغرمة إلى حد الجنون بمذيع تليفزيوني شهير فتسبب له مشاكل خطيرة؟ الفيلم إنتاج 1985.
المجرم لشكري سرحان وسميرة أحمد ومحمود المليجي، تأليف جمال حمدي وإخراج كمال عطية عام 1954، عن أحد المجرمين الذي يخطف طفلة من أسرة ثرية طالبًا فدية كبيرة، وعندما تتقاعس الأسرة عن الدفع يعهد بتربيتها لأسرة معدمة وتمر السنوات وتكبر الطفلة.
وبنفس الإسم المجرم لحسن يوسف وشمس البارودي ومحمد عوض، عن قصة للفرنسي إميل زولا، سيناريو وحوار نجيب محفوظ، إخراج صلاح أبو سيف عام 1978، يطمع منير في أموال صديقه المريض فاقد الأهلية زغلول فيغرقه في النيل ويتزوج أرملته الجميلة ولكن شبحه يظل يطارده باستمرار.
عدو المرأة بين زكي رستم ورشدي أباظة
فيلمان يحملان نفس الإسم عدو المرأة وموضوعهما واحد تقريبًا، عن كاتب مشهور كبير في السن معروف بمواقفه وآرائه المتحيزة ضد المرأة، حتى لقب بعدو المرأة، ولكن عندما يقابل فتاة ما تتغير نظرته السلبية لبني جنسها؟
الأول إنتاج 1946، بطولة زكي رستم ومحمد فوزي وصباح، تأليف بديع خيري ومحمد حسن كامل، وإخراج عبد الفتاح حسن، والثاني إنتاج 1966، لرشدي أباظة ونادية لطفي وليلى طاهر وعبد المنعم إبراهيم، قصة محمد التابعي، سيناريو وحوار محمد أبو يوسف، إخراج محمود ذو الفقار.
هدى
هدى إسم آخر لفيلمين، أحدهما بطولة المطربة اللبنانية نور الهدى وكمال الشناوي وفريد شوقي وحسن فايق، قصة نقولا بدران، سيناريو وحوار وإخراج حلمي رفلة، تم إنتاجه عام 1949.
تعيش هدى الطالبة في بورسعيد مع والدها رجل الأعمال الأرمل في سعادة إلى أن تنجح موظفة فقيرة تعمل لديه في الإيقاع به وتتزوجه وتخطط لإبعاد ابنته عنه بكل الطرق حتى تستفرد به وبثروته.
أما الآخر فلعبت بطولته لبنى عبد العزيز مع عماد حمدي وعمر الحريري وعبد المنعم إبراهيم،
تأليف محمد أبو يوسف وحامد عبد العزيز وإخراج وإنتاج رمسيس نجيب، الذي كان زوجًا للبنى عبد العزيز وقتها، وهو عن هدى التي تعيش مع خالها بعد وفاة والديها، تقع في غرام عادل الذي يقرر الزواج منها قبل أن تكتشف إصابتها بورم خطير في المخ، الفيلم إنتاج عام1959.
وإلى لقاء في المقال المقبل إن شاء الله لاستكمال ظاهرة تكرار أسماء الأفلام.