صواريخ الحوثيين.. هدية خامنئي لـ بايدن ونتنياهو (2)
تعتبر إيران أكبر دولة تضم تجمعات كبيرة لليهود خارج إسرائيل، ولم يقطعوا تواصلهم بأقاربهم في الدولة العبرية. وفي قلب تل أبيب يوجد مبنى ضخم يسمى جمعية الصداقة الإيرانية الإسرائيلية، وتشير لافتة بارتفاع نحو 9 أمتار إلى الاسم.
هذه الجمعية تمارس نشاطات تفوق السفارات، وتتابع يهود إيران داخل إسرائيل، وتتابع أحوال اليهود داخل إيران.. كما تقدم الجمعية دعمًا يُقدَّر بالمليارات لإسرائيل ولجيش الاحتلال، وتقوم بتزويد تل أبيب بمعلومات استخبارية دقيقة جدا عن قطاع غزة ورموز المقاومة الفلسطينية وعن العراق وسوريا ولبنان من خلال علاقاتهم ببعض الفلسطينيين المخدوعين.
الاستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية
في تقرير لها، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن حجم الاستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضى الإيرانية بلغ 30 مليار دولار، وهناك 200 شركة إسرائيلية على الأقل تقيم علاقات تجارية مع إيران، وأغلبها شركات نفطية تستثمر في مجال الطاقة داخل إيران، كما أن إسرائيل تعتمد على التين والبلح الإيرانى، رغم الإعلان الرسمي عن عداوات وتهديدات متبادلة.
وأوضحت الصحيفة أن الجالية اليهودية فى إيران التى تعد أكبر جالية يهودية فى العالم حيث تبلغ 30 ألف يهودى، تلقى اهتماما واسعا من قبل رؤساء إيران بتوصية خاصة من المرشد الأعلى.
فى طهران 200 معبد يهودي
وأشارت الصحيفة إلى أن معابد اليهود فى طهران تجاوزت 200 معبد يهودى، كما تستفيد إيران من يهودها فى أمريكا عبر اللوبى اليهودى بالضغط على الإدارة الأمريكية لمنع ضرب إيران مقابل تعاون مشترك تقدمه إيران لشركات يهودية.
ويتجاوز عدد يهود إيران في إسرائيل الـ 300 ألف، يتلقون تعليماتهم من مرجعهم في إيران وهو حاخام مقرب من حكام طهران.. الحاخامات اليهود لهم نفوذ واسع في التجارة والأعمال والمقاولات العامة والسياسة داخل إيران، ولهم نفوذ أكبر في قيادة الجيش الإسرائيلي.
ومن بين يهود كندا وبريطانيا وفرنسا يوجد 17 ألف يهودي إيراني يملكون شركات نفطية كبرى وشركات الأسهم، ومنهم أعضاء في مجلس العموم البريطاني "اللوردات".
يهود أصفهان في أمريكا
وتستفيد إسرائيل وإيران من يهود أصفهان في أمريكا البالغ عددهم 21 ألفا، ومنهم أعضاء في الكونجرس ومجلس الشيوخ، من خلال الضغط على الإدارة الأمريكية وابتزازها ماليا لتنفيذ سياسات لمصلحة إسرائيل، ولإكمال تمثيلية ضرب إيران مقابل تعاون مشترك تقدمه إيران لشركات يهودية، ويعتبر اليهود الإيرانيون رأس الحربة في اللوبي اليهودي في أمريكا.
كما توجد ليهود إيران إذاعات تبث من داخل إسرائيل؛ عبري وفارسي، ومنها إذاعة راديس التي تعتبر إذاعة إيرانية متكاملة.. كما توجد لديهم إذاعات على نفقة حكومة طهران تبث داخل إيران باللغتين الفارسية والعبرية.
وكبار حاخامات اليهود في إسرائيل هم إيرانيون من أصفهان، ولهم نفوذ واسع داخل المؤسسات الدينية والعسكرية فكثير من جنود وضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي من يهود إيران لأنهم شرقيون في التصنيف اليهودي، ومنتجون للأبناء أكثر، وبالتالي عددهم كبير مقارنة باليهود الغربيين، ويرتبطون بإيران عبر حاخام معبد أصفهان.
الرئيس الإسرائيلي الأسبق موشيه كاتساف من يهود أصفهان وتربطه علاقات ودية مع قادة إيران وقادة الحرس الثوري.. وبنيامين فؤاد اليعازر زعيم حزب العمل السابق ووزير البنى التحتية، وشاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي سابقا، من يهود أصفهان، ويعد من أكبر المعارضين لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية. ورئيس الاركان الأسبق دان حالوتس من يهود إيران وهلم جرا.
يهود العالم يحجون إلى إيران
حركة الطائرات تكاد لا تتوقف بين مطارات إسرائيل ومطارات إيران لأن كل يهود العالم يحجون إلى إيران بشكل دائم ودوري؛ لأنه، وحسب عقائدهم، مدفون فيها جثمان بنيامين شقيق نبي الله يوسف عليه السلام، وإيران هي دولة شوشندخت الزوجة اليهودية الوفية للملك يزدجرد الأول ولها مقام مقدس يحج إليها اليهود من كل العالم.
وإيران بالنسبة لليهود هي أرض كورش مخلِّصهم وفيها ضريح استرو مردخاي المقدس، وفيها توفي النبي دانيال ودفن النبي حبقوق، وكلهم أنبياء مقدسون عند اليهود لذلك يتفوق حب اليهود والإسرائيليين لإيران على حبهم لمدينة القدس.
إذن؛ فمن الواضح أن صواريخ الحوثي التي أطلقت على إسرائيل وعلى سفن عابرة في البحر الأحمر، ما هي إلا هدية ثمينة من إيران إلى الولايات المتحدة، ودعوة للتواجد العسكري في المنطقة، ولا عزاء للعرب!
وكما قلنا سلفًا؛ فإن صواريخ الحوثيين هي بمثابة هدية، غير مجانية بالطبع، من السيد علي الحسينيّ الخامنئي، المرشد الإيراني الأعلى، لكل من؛ الرئيس الأمريكي جو بايدن، وحليفه الصهيوني بنيامين نتنياهو.