غضب غير مبرر
قبل الذهاب إلى كوت ديفوار للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية، كان سقف الطموحات عاليا لدرجة أننا اعتقدنا أن الكأس الثامنة حق حصرى لنا.. صحيح أن رفع الروح المعنوية وتشجيع اللاعبين مهم لكن الأهم لم يحدث، وهو التقييم الموضوعى الصريح لحالتنا الكروية، وفرصنا بالمقارنة مع الفرق الأخرى، وهذا ما كان يجب أن يقوم به الإعلام الرياضي.
بات الوضع كله كان بمثابة حفلة انعدام كفاءة.. اقول كفاءة ولا أقول روح لان تلك كانت موجودة ولكنها وحدها لا تذهب بالانسان بعيدا إذا لم يتأسس عمله علي أسس صحيحة وعلمية.. أحيانا النجاح قصير الأجل يشوش علي الفكر ويغطي علي الجذور المسببة للفشل.. لذلك ربما يوفر الفشل من هذا النوع فرصة مواتية لتقييم المسار كله إذا كنا أناسًا راشدين..
فليس من المعقول نتعاقد مع مدرب قليل الخبرة في تدريب منتخبات ونمنحه ملايين الدولارات ونحن لا نجد دولار للأدوية، ومن العجب أن يرفض النادي الأهلي التعاقد معه بربع المبلغ ثم نجده علي رأس الجهاز الفني للمنتخب، بل وتركناه فينا، بينما نحن مشغولون بصراعات الأندية والدورى وأخطاء الحكام وانحيازات الإعلام الرياضى..
لم يحاسبه أحد أو يناقشه. وفي بلد أصبح حلم النجاة الفردي هو المسيطر علي كل واحد فيها سواء فنان أو سباك أو دكتور أو عامل فكيف نغضب من محمد صلاح عندما يرحل عن المنتخب.
علما بأنه في آخر 10 سنين ساهم صلاح في 70% من أهداف منتخب مصر، وتاني أكبر هداف للمنتخب بفارق 12 هدف عن حسام حسن، ولعب 100 مباراة أقل منه، وأكتر واحد صنع أسيستات وفرص محققة في تاريخ المنتخب عكس المشرف علي المنتخب حازم إمام..
مسئولية حازم إمام
فحازم إمام كان المسئول الأول والأوحد عن المنتخب فى ظل شخصيات ضعيفه أُسند اليها إدارة إتحاد الكرة، ثم إن الرجل غير متفرغ لمهمته القومية لإنه مشغول بعدة مناصب، فهو محلل قناة أون سبورت، ومذيع راديو أون سبورت، ومحلل قنوات SSC السعودية، وعضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، وعضو مجلس النواب، والمشرف العام على منتخب مصر.
ومناصب تانية كتيرودرجة تأثيره ونجاحه لا تذكر في كل تلك الوظائف، ثم إننا نسينا دورى المظاليم واكتشاف المواهب وتطبيق القانون على الجميع.. مجموعة اللاعبين الحالية، رغم كل الملاحظات، كان يمكنها أن تصنع الفارق لكن المنظومة حالت دون ذلك..
وعندما تترك حسين الشحات أفضل جناح في مصر ومن أفضل اللاعيبن في كأس العالم للأندية وتضم لاعب بيراميدز الذي لم يحقق أي مكسب مع فريقه، وكنت ستترك ياسر ابراهيم ولولا الأقدار لما اضطررت لضمه للمنتخب بعد اصابة أسامة جلال.. وكلنا نري الأداء الكارثي للدفاع ولا يلعب ولا يشارك برغم انه أفضل مدافع في مصر حاليًا، وعندما يترك مدرب حراس المرمي أبو جبل مستلقيا في الجهة اليمني دون تنبيه لكل ذلك فكان من الطبيعي أن نخرج مبكرا وليس العكس، لذا كان الغضب غير منطقي، ثم لماذا يصبح المنتخب إستثناء في بلد يتزيل مؤشر الفساد!