أكذوبة عداد التاكسي الأبيض
حكاية التاكسي الأبيض هي حكاية العشوائيات في هذا البلد وكيف تنمو وتترعرع برعاية الدولة والناس حتى تصبح أمرًا واقعا، وهي أيضًا حكاية غض الطرف عن تطبيق القانون، وهو ما شكل إمبراطوريات الاقتصاد الموازي، حدث ذلك في عشوائيات المباني في السبعينات والثمانينات وحدث ذلك مع التوك توك والسرفيس والباعة الجائلين واحتلال الأرصفة والشوارع والبناء بدون ترخيص والاعتداء علي الأراضي الزراعية.
حتي صار كل منهم سرطانا علاجه البتر، ولو طبق القانون منذ البداية ما وصلنا لتلك الأوضاع المزرية.. والحكاية ببساطة أن عداد التاكسي الأبيض لا يعمل وهو كقطعة الديكور في السيارة وهو معطل بفعل السائقين، لان التسعيرة لا تناسبهم فراحوا يطبقون تسعيرة خاصة بهم، وهكذا كلما غاب القانون حل محله فرض الأمر الواقع..
وبغض النظر عن النوايا الطيبة لدى سائقي سيارات التاكسي الأبيض أو لدى زبائنهم، فإن مفاوضات ما قبل الركوب لا تخلو من تحديد الأجرة على هوى السائق، إما مفاوضات ما بعد الركوب غالبا ما تتكرر عاوز كام والرد اللي تدفعه وغالبا مايرفض السائق المبلغ، وينتهي المشوار بغضب الطرفين..
أزمة تعريفة الركوب في التاكسي الأبيض
ومع أن عداد التاكسي الإلكتروني يمكن منع التلاعب به، من خلال برنامج حماية يتم تحميله مع تحميل برنامج التشغيل الأساسي، إلا أن بعض الفنيين يمتنعون عن تحميل هذا البرنامج لإتاحة الفرصة للسائقين من أجل التلاعب في تعريفة الركوب.
وأخر تعريفة كانت في عام 2022 تتراوح لركوب السيارات الأجرة (التاكسي الأبيض) لتصبح 7.5 جنيه لفتح العداد بدلًا من 7 جنيهات، و350 قرشًا لكل كيلومتر بدلًا من 300 قرش، وتكون ساعة الانتظار بـ18 جنيها بدلًا من 17، وتزيد بواقع 8.5 جنيه لكل ساعة إضافية بدلًا من 8 جنيهات.
ولذلك فإن التوجيهات الصادرة للمحافظات تنص على عدم تطبيق أي زيادة في تعريفة أجرة ركوب النقل العام والسرفيس حيث أنها تعمل بالغاز الطبيعي أو بالسولار ولا توجد زيادة، وبالنسبة للتاكسي الأبيض، فما يعمل منه بالسولار ينطبق عليه ما ينطبق على النقل العام والسرفيس، أي أنه لا زيادة في تعريفة ركوبه.
ويرد المدافعون عن سائقي التاكسي الأبيض بقولهم أن هناك العديد من المشاكل التى تواجهك وهناك تقصير شديد من قبل الدولة تجاه منظومة التاكسى المصرى، أول هذه المشاكل أن هذه السيارات ملكية خاصة لأشخاص لم تدرج هذه المنظومة تحت مظلة كيان ما يمثلها، لذلك حقوقها مهدرة..
أما بالنسبة لما نعيشه الآن من مشاكل في عداد التاكسى أو التسعيرة بمعنى أصح فى ظل ارتفاع الاسعار فإن سعر البنزين إرتفع مرتين، ولم يحرك ساكنا لأحد تجاه تسعيره العداد في ظل غلاء البنزين وقطع الغيار والزيوت والصنايعية..
أنين السائقين لم يتوقف منذ قيامهم بتسليم سياراتهم القديمة (التاكسي الأسود) للجهات الإدارية، لتخريدها مقابل 50 ألف جنيه، وتسلمهم سيارات جديدة (التاكسي الأبيض).. بعد توقيعهم على عقود قرض وشروط إذعان، وإدعاء بمميزات تم تخصيصها للسائقين، لكنها في الحقيقية اتجهت بفعل الجهات الإدارية إلى جيوب وخزائن شركات السيارات والإعلانات والبنوك المشتركة في المشروع.