رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا لا يتنحى اتحاد الكرة؟!

هل نحن جادون فعلًا في إصلاح منظومة الرياضة، وهل يعترف المسئولون عنها بأن ثمة مشكلة حقيقية تجعلنا ندور في دائرة مفرغة، نتلقى الهزائم تلو الهزائم، نغادر البطولات.. تقوم الدنيا ولا تقعد..نقيل المدرب ثم نهدأ وننسى وتعود ريما لعادتها القديمة. لماذا؟! لأننا نتعامل مع العرض لا المرض، مع الشكل لا الجوهر!


كنت أتمنى أن يستشعر اتحاد الكرة الحرج، ويصغى لغضبة الرأي العام من نتائج المنتخب القومى في كوت ديفوار التى يتحمل مسئوليتها باختياره مديرًا فنيًا فقير الإمكانيات، لم يحقق شيئًا يكافيء ما يتقاضاه من أجر ضخم بالعملة الصعبة، وفقًا للأرقام والإحصائيات.. 

 

وإذا كانت لوائح الفيفا تمنع وزارة الرياضة من إقالة اتحاد الكرة -المنتخَب-؛ تحاشيًا لعقوبات الفيفا، فلا أقل من أن يتقدم اتحاد الكرة باستقالته وتجرى انتخابات جديدة مبكرة على أسس سليمة، بعيدًا عن المصالح الضيقة والتربيطات والشللية التي تهيمن على الأندية والمنتخبات بطول البلاد وعرضها!


لماذا لا يخرج اتحاد الكرة بمؤتمر صحفي يضع النقاط على الحروف يشفى غليل الرأي العام من سوء نتائجنا أو ببيان شافٍ يتضمن إخفاقات فيتوريا الذي يعزو فشله إلى سوء الحظ لا سوء خططه وقراراته التي خلت من أي منطق، ومضى فيها بصلف غريب، غير مكترث بأصوات النقد التى انطلقت تصوب له المسار في أعقاب كل إخفاق لمنتخبنا في البطولة الأفريقية الأخيرة.. 

 

وأن يقول اتحاد الكرة للناس لماذا اختار هذا المدرب واستبعد كيروش الذي تتنادى الأصوات باستعادته الآن رغم صعوبة التخلص من فيتوريا الذي يمكنه إشهار الشرط الجزائي في وجه الاتحاد.. فمن يتحمل دفع كل هذا المبلغ بعملة صعبة في ظروف أشد صعوبة؟!

استقالة اتحاد الكرة


هل هانت عليكم مصر إلى هذا الحد، كيف فرطتم في سمعتها، وتاريخها، وهل لديكم رؤية للإصلاح، وبناء منظومة جديدة من اليوم فصاعدًا.. أم يسارع كل منكم بالتملص من المسئولية واستحضار كبش فداء؛ تارة بوضع محمد صلاح في فوهة المدفع رغم إصابته الواضحة..

وحاجته إلى علاج لم يتوفر في كوت ديفوار بشهادة طبيب المنتخب، وشهادة نقاد رياضيين عرفت عنهم النزاهة والمصداقية.. وتارة للاعبين غير الجاهزين وحارس المرمى الذي لم يتصد لضربة جزاء واحدة بل أهدر بسهولة هدفًا كان يسيرًا على نظيره الكونغولي في ضربات الترجيح!


أخشى ما أخشاه أن تفتر الهمم وتخفت الأصوات الناقدة والناقمة على أداء اتحاد الكرة والجهاز الفني للمنتخب وتعود ريما لعادتها القديمة، فلا نحن اعترفنا بالفشل ولا نحن اقتنعنا بضرورة الإصلاح والبدء الفوري في تجهيز منتخب جديد بفكر جديد وعناصر إضافية ورؤية تدريبية أكثر احترافية وموضوعية!


أتمنى لو بدأ اتحاد الكرة بنفسه وقدم استقالته وتحنى معتذرًا للجماهير عن إخفاقاته في اختيار مدرب المنتخب، وتقاعسه عن تقييم أدائه بالأرقام والنتائج حتى لا يتمسك بشرطه الجزائي إذا ما استقر الرأي على فسخ عقده الذي أراه مبالغًا فيه قياسًا بمدربين آخرين هم أفضل منه أداء وأقل راتبًا..

 

وهنا يجب محاسبة من اختاره ومن حدد له أجره حتى لا يتكرر مثل هذا العبث مرة أخرى، خصوصًا أن الرجل لا يملك خبرات تدريبية مع المنتخبات الأفريقية وكل ما لديه سجل تدريبي مع الأندية.. 

 

 

صدقوني لن ينصلح حال المنظومة الرياضية إلا بنسف الحمام القديم على علم ونور وشفافية وتجرد من كل المصالح الضيقة.. اليوم وليس غدًا، حتى لا نعود للانشغال في شئون الأندية وأخطاء التحكيم وانعدام ثقافة الاحتراف ونظل ندور في نفس الدائرة المفرغة.. فهل يفعلها اتحاد الكرة وهل تملك وزارة الرياضة ووزيرها خطة للإصلاح والخروج من نفق الإخفاقات؟!

الجريدة الرسمية