بايدن واتصالاته الهاتفية!
من المؤكد أن الرئيس الأمريكي بايدن لم يتصل هاتفيا بالرئيس السيسي ليشيد فقط بالدور المصري في حرب غزة، خاصة وأنه اتصل هاتفيا أيضا بأمير قطر.. ويمكن أن يساعدنا ذلك في استنتاج سبب وغرض هذه الاتصالات الهاتفية الأمريكية المصرية والقطرية.. فما يجمع بين الدول الثلاث هو السعي للتوصل إلى صفقة خاصة بالأسرى.. وهذا ما يهم بايدن بشدة ويجاهر به.
ومؤخرا تعكرت العلاقات المصرية الإسرائيلية بسبب تصرفات إسرائيلية، وكذلك هذا حدث للعلاقات القطرية الإسرائيلية.. والأغلب أن الرئيس الأمريكي خشي أن يؤثر ذلك سلبيا على جهود كل من مصر وقطر للتوصل إلى صفقة جديدة للأسرى..
خاصة بعد أن وجهت كل من القاهرة والدوحة انتقادات للحكومة الإسرائيلية.. وبذلك فإن الرئيس بايدن يقوم بدور إصلاح أخطاء إسرائيل في إطار مساعدتها على استرداد أسراها لدى منظمات المقاومة الفلسطينية.
ولعل ذلك يجعلنا نتأكد من أن واشنطن تتظاهر فقط بأنها على خلاف مع الحكومة الإسرائيلية، وأنها ليست راضية عن تلك الحكومة ومسالكها في حرب غزة.. فهي تنظف لها الطريق أمامها وتساعدها على استرداد أسراها بدون إلزامها على وقف إطلاق النار ووقف الحرب.
ويعزز استنتاجنا هذا أن واشنطن سارعت فور إصدار محكمة العدل الدولية قراراتها التي تقضي بتدابير ملزمة لإسرائيل بالدفاع عنها ونفي قيامها بجرائم الإبادةَ الجماعية، وكأنها تشجعها على رفض قرارات المحكمة وعدم الامتثال لها، رغم أن العالم كله يشاهد على الهواء المجازر الإسرائيلية ضد أهل غزة، والتي لوحظ أنها استمرت وزادت بعد إعلان محكمة العدل الدولية قراراتها.