10 مليارات دولار من السيدة زينب!
يراودنى الحلم وأكاد أراه حقيقة أمامي، وأنا أتابع الجهد الضخم منذ فترة في تطوير مساجد آل البيت بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وقد افتتح الرئيس منذ أكثر من عام مسجد الإمام الحسين، الحلم هنا قرب محراب السيدة زينب له طعم مختلف.
أقف وأرى الحلم أمامي وقد تحقق بتوسعة المسجد لنحو الضعف، والأمر لا يقتصر فقط على مجرد التوسعة من أجل التوسعة وهي أمر عظيم لاستيعاب عشرات الآلاف من المترددين والمصلين خاصة أيام الجمع والأعياد والمناسبات الدينية الكبرى مثل مولد السيدة زينب والتي تكتظ بهم الشوارع والحارات والأزقة المحيطة بالمسجد.
ولكن الحلم مرتبط بمشروع ضخم أهديه إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأنا أعرف حلمه بجمهورية جديدة من جهة ومن جهة ثانية عشقه ل أل البيت وتمت ترجمته مؤخرا فيما جرى وما يجرى الآن في مسجد السيدة زينب والسيدة نفيسة ومسجد السيدة سكينة والسيدة رقية وعمات وأسرة رسولنا الكريم في منطقة إبن طولون وحتى الوصول إلى السيدة عائشة.. لذا أعيد ما كتبته منذ فترة لعل الحلم يتحقق ويتحول إلى حقيقة.
لكن أعتقد آن الأوان أن نضيف إلى عملية تجديد المسجد الذي يتم، مشروع موازى بتوسعة مسجد السيدة زينب الحالي إلى أكثر من ضعف مساحته.. وأعتقد أن التوسعة المقترحة ستكون مفيدة جدا اقتصاديا وسياحيا بعد خطة التطوير التي اقترحها لتحويل منطقة السيدة زينب كلها إلى عاصمة للسياحة الدينية في قلب القاهرة، بعد الترويج السياحي لها في الخارج وبعد استكمال البنية السياحية المهمة في المنطقة كامتداد لما سيتم في منطقة وسط القاهرة.
ورغم البعد الديني والروحي الذي لا يقارن، لكن العائد الاقتصادي سيكون هائلا بعد تغيير شكل المنطقة التي يمكن أن تجذب وحدها أكثر من 10 ملايين سائح سنويا، يأتون لمصر للسياحة الدينية وفى مقدمتها هذه المنطقة وما يتبعه من فتح أبواب الرزق ومئات الآلاف من فرص العمل.
وسوف يذكرنا التاريخ بما نقوم به الآن مثلما ذكر على سبيل المثال أنه في العصر العثماني قام على باشا الوزير وإلى مصر من قبل السلطان سليمان بعمارة فيه في سنة 1549م، كما قام عبد الرحمن كتخدا في سنة 1761م بإعادة بنائه، وفي سنة 1798م ظهر خلل بالمسجد فقام عثمان بك المرادي بهدمه وشرع في بنائه وارتفع بجدرانه وأقام أعمدته ولم يتم البناء نظرا لدخول الفرنسيين مصر، وبعد خروجهم منها استؤنف العمل..
إلا أنه لم يتم فأكمله محمد على الكبير رأس الأسرة الملكية، ومنذ ذلك التاريخ أصبح مسجد السيدة زينب محل عناية أبناء هذه الأسرة، فقد شرع عباس باشا الأول في إصلاحه ولكن الموت عاجله فقام محمد سعيد باشا في سنة 1859 بإتمام ما بدأه سلفه، وأنشأ مقامي العتريس والعيدروس الآتي ذكرهم بعد.
والمسجد القائم الآن أمر بإنشائه الخديو توفيق وتم بناؤه سنة 1884، وفي عهد الملك فاروق تم توسيع المسجد من الجهة القبلية وافتتح هذه التوسعة بصلاة الجمعة في 19 من ذي الحجة سنة 1942م، كما حدث بعض التطوير أيضا عام 1999 وافتتحه الرئيس الأسبق حسني مبارك.
تطوير منطقة السيدة زينب
وتتميز منطقة السيدة زينب أنها ليست في وسط القاهرة فحسب لكنها مركز السياحة الدينية في القاهرة الإسلامية، ويكفي أن رحلة على الأقدام يمكنك أن تزور خلالها عشرات المقامات لآل البيت بدءا من السيدة زينب ومرورا بالسيدة رقية والسيدة سكينة على سبيل المثال حتى الوصول إلى السيدة نفيسة والسيدة عائشة بالإضافة إلى مقام الإمام الشافعي وعشرات المزارات.
وتشمل خطة التطوير التي أحلم بها بشكل مبدئي:
أولا: توسعة مسجد السيدة زينب من الناحية الغربية والخلفية خاصة مع وجود مساحات خالية كبيرة يمكن ضمها إلى المسجد بالإضافة إلى بعض المنازل المقامة أصلا على أرض للأوقاف وإنتهى تحكيرها -ايجارها- منذ سنوات وتعويض الأهالى بمبالغ تتناسب مع ضررهم من الانتقال من هذا المكان، أو إقامة وحدات سكنية بديلة بشرط طبعا أن تكون على الطراز الإسلامي.
ثانيا: تحويل وتطوير كل المنطقة المحيطة بالمسجد حتى الوصول إلى أبى الريش وكلها مقامة على أراضى مملوكة للاوقاف، لتصبح منطقة سياحية تدر المليارات من الدولارات إذا فتحنا الباب إلى كل من يريد زيارة آل البيت من خارج مصر.
كذلك إقامة الفنادق بمستوياتها الفندقية المختلفة والبازارات والمحال التى تبيع المنتجات السياحية أو التجارية والمشغولات اليدوية والانتيكات.. إلخ، والتي يمكن أن تكون منافذ دائمة لبيع منتجات كل مشروعات الحرف والمنتجات البيئية، وطبعا كل هذه المنشآت تقام على الطراز المعماري الإسلامي بحيث يكون مسجد السيدة زينب في المنتصف وحوله كل هذه المنشآت بشكل جمالي يضفي العبق والرونق على المنطقة كلها.
ثالثا: تطوير الشوارع المتفرعة من الميدان والمؤدية إلى أكبر تجمع متنوع ونادرة لا مثيل له في العالم الإسلامي، حيث أكبر عدد من أضرحة آل البيت بالإضافة إلى درر العمارة والحضارة الإسلامية عبر عصورها المختلفة، والتي تزدحم بها المنطقة مثل مسجد ابن طولون ووصولا إلى مسجد السلطان حسن والقلعة، ومئات المزارات والأسيلة والدرر المعمارية الإسلامية التي لو أحسن تطويرها وترميمها بالإضافة إلى ما تمم ترميمه وما يتم ترميمه الآن يمكن أن تكون مصدرا مبهرا لا نظير له في السياحة الدينية.
ويبقى السؤال من أين نأتي بالأموال اللازمة لهذا المشروع الضخم؟ أعتقد أن الإجابة التي أعرفها عند وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.. فهل يتحقق الحلم؟
yousrielsaid @ yahoo. Com