أوهام بلينكن.. ودروس المقاومة
للمرة الخامسة على التوالي منذ معركة طوفان الأقصى يزور بلينكن وزير الخارجية الأمريكية إسرائيل، ويلتقي بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الصهاينة وحكومة الحرب الإسرائيلية، وهي رسالة صريحة للعالم بأن بلاده تدعم وبقوة الصهاينة بحجة منع تكرار طوفان الأقصى وتجنب المزيد من قتل المدنيين، وحماية البنية التحتية المدنية في غزة وهي رسائل مكررة في كل زيارة يقوم بها لمنطقة الشرق الأوسط ولقاء بعض الزعماء العرب..
جولات بلينكن في المنطقة ظاهرها بذل الجهود لإنهاء الحرب على قطاع غزة، وباطنها دعم وتأييد لكل المذابح التي ترتكب تجاه المدنيين وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والصحفيين والأطقم الطبية، ومنع وصول المساعدات الإنسانية للقطاع وتزويد الصهاينة بالمال والعتاد والسلاح لارتكاب المزيد من المجازر ضد المدنيين، الذين يقتلون إما بالقتل المتعمد أو بالجوع والعطش والمرض والوباء أمام أعين العالم كله..
زيارة بلينكن للمنطقة هدفها في المقام الأول مناقشة الجهود المستمرة لإطلاق سراح الرهائن لدى المقاومة وهم عشرات من الرهائن، بينما يغض الطرف عن آلاف الشهداء والمصابين من المدنيين ضحية الأسلحة الأمريكية التي تم توفيرها للصهاينة لقتل الأبرياء عن عمد، وارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية ومحاولة تهجير قسري للفلسطينيين..
وعندما قامت دولة جنوب أفريقيا برفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي تتهم الصهاينة بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة بحق الشعب الفلسطيني وانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948 والمعاقبة عليها، يقول بلينكن أن الدعوى تصرف انتباه المجتمع الدولي عن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي..
قولا واحدا أمريكا شريك في الحرب على قطاع غزة، وكل التصريحات التي تصدر من المسئولين الأمريكيين برفض وقف الحرب تثبت عمليا أنها شريك فعال بتواجدها في المنطقة، لتوفير الحماية للصهاينة، فكان الله في عون المقاومة التي تخوض معركة تحرير الأرض ضد الصهاينة والأمريكان، وتلقنهم دروسا على مدى مائة يوم في فنون الحرب وبسالة القتال من أجل تحرير الأرض العربية رافعين شعار النصر أو الاستشهاد.