رئيس التحرير
عصام كامل

عيد الختان المجيد

تحتفل الكنيسة في مصر والعالم أجمع اليوم الإثنين الموافق 6 طوبة من كل عام بعيد الختان المجيد، ختان الطفل يسوع وليد بيت لحم.. وهنا نتسأل فى هذا السياق المبارك لماذا الختان؟ ولماذا في اليوم الثامن من ولادته؟


الختان في المفهوم الروحى يعنى رفع كل الأهواء والشهوات العالمية من القلب ليكون الإنسان مقدسًا وطاهرًا للرب "ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبى يسوع" (لوقا 24:21). وكان الختان في القديم هو علامة الأنضمام لشعب الله في العهد القديم، وصارت المعمودية هى علامة الإنضمام لشعب الله فى العهد الجديد.. 

 

فشريعة الختان أعطيت لإبراهيم (تكوين 4:21). ونصت عليها الشريعة (لاويين 3:12). ويتم الختان فى اليوم الثامن للميلاد ويعطى الإسم للمولود ويعد الختان علامة عهد شخصى بين الله وبين كل فرد من شعبه ويسمى عهد الختان (أعمال الرسل 8:7). 

 

فالختان هو تكريس للرب "أختتنوا للرب" (إرميا 4:4). وكل من لا يختتن تقطع تلك النفس من شعبها.. وإن كان الختان عملًا ظاهريًا في جسم الإنسان إلا أن الختان لا يفيد شيئًا في حالة تعدى الإنسان على الوصية الإلهية، وهذا ما قاله القديس بولس الرسول "فإن الختان ينفع إن عملت بالناموس ولكن إن كنت متعديًا بالناموس فقد صار ختانك غرله" ( رومية 25:2 ).

 
فى يوم ختانه نراه مطيعًا لقوانين موسى النبى، أو بالاحرى قد رأينا ذاك الذى هو المشرع يخضع لقوانينه التى شرعها، والسبب في ذلك يعلمنا القديس بولس الرسول بقوله "لما كنا قاصرين كنا مستعبدين تحت أركان العالم وشهواته، ولكن حين جاء ملء الزمان أرسل الله أبنه مولود من إمرأه، مولودًا تحت الناموس ليفتدى الذين تحت الناموس" (غلاطية 4:4).

 
لذلك فعند وصول اليوم الثامن الذى جرت العادة أن يتم فيه الختان فى الجسد بحسب الناموس، نجده يسمى باسم يسوع الذى تفسيره يشير إلى الخلاص، خلاص العالم بنوع خاص جدًا، وليس خلاص واحد فقط، بل كثيرين، بالحرى كل الشعب والعالم أجمع، إذن فقد أخذ إسمه في نفس الوقت الذى ختن فيه..

 

 
لذلك فقد أحنى عنقه للناموس مشتركًا معنا، لأن هذا ما استلزمته خطه تدبير الخلاص لأنه هكذا يليق به أن يكمل كل بر، لأنه أخلى ذاته وأتخذ صورة عبد، وقد حسب بين أولئك الخاضعين بالطبيعة، لذلك حينما تراه يحفظ الناموس، فلا تتعثر ولا تضع الحر بين العبيد، بل بالحرى تأمل فى عمق تدبير الخلاص الأبدى. وكل عام وحضراتكم بخير.

الجريدة الرسمية