رئيس التحرير
عصام كامل

الصوم الميلادى المجيد

"قدسوا صومًا نادُوا باعتكاف، أجمعُوا الشيوخ جميع سكان الأرض إلى بين الرب إلهكم وأصرخوا إلى الرب" (يوئيل النبى 14:1). الصوم والصلاة هما اللذان يخرجان الشياطين والأرواح النجسة.
نحن في بداية صوم الميلاد المبارك، الذى بدأ يوم الاحد 26 نوفمبر ويستمر لمدة 43 يومًا.. 

 

فيهما نتذكر صوم 40 يوم لموسى النبى العظيم قبل أن يستلم لوحى الشريعة أى كلمة الله ووصيته للشعب، وصوم الشعب المصرى ثلاث أيام "تذكارًا لمعجزة جبل المقطم". كما نتذكر صوم القديسة العذراء مريم 40 يومًا أثناء الحبل الإلهى من أجل أن ينزع عارها من بين الناس.

 
وهنا لابد أن نعرف المعنى الروحى لكلمة الصوم، فالصوم هو قبول كلمة السيد المسيح المتجسد، وإستقباله في قلوبنا، هو أيضًا ازلال النفس قبل ازلال الجسد، هو سلاح فعال لمحاربة التجارب والأراوح الشرير والنجسة..

أهمية الصوم والصلاة

وهو فعل التوبة، ورجوع الخاطئ إلى الله الغافر، هو تركيز وإهتمام الإنسان في الأمور الروحية أكثر من الماديات العالمية. وهو لقاء حب مع الله، فداود النبى مارس الصوم بتذلل وبخشوع وتقوى ووقار ومهابه وإنسحاق واتضاع كامل لمشيئة الرب، وهكذا نفعل نحن أيضًا..


وهنا لابد أن نعرف غاية الصوم وهو تحرير الإنسان من عبودية الجسد، وهو ضبط للنفس والجسد معًا.. وهدف الكنيسة من الصوم أن تجعل الإنسان فى شركة مع الله، والسيد المسيح صام، وعلمنا الصوم فى موعظته على الجبل.. 

 

يقول قد جاع أخيرًا – مشبع النفوس والأجساد، أحتمل لكى يكون لنا نموذج، وهو شرط لدخول الملكوت.. "متى صمت ادهن رأسك لكى لا تظهر للناس صائمًا، بل لابوك فى الخفاء" الرسل صاموا من أجل الخدمة والكرازة فى كل مكان، وجاعوا.


وسؤال اليهود للسيد المسيح عن صوم تلاميذ يوحنا المعمدان، وعدم صوم تلاميذه هو؟ وهنا التأكيد الكامل على ممارسة الصوم.. وكان يقصد بأن الصوم هو تجربة رائعة للإنسان لكى ينمو في حياة الإيمان..


الصوم ليس تعبًا أو ضيقًا، لكنه فرح وتهليل داخلى وسلام فى النفس.. الصوم فترة مقدسة تعيشها النفس فى جو روحانى بالتسابيح والتماجيد لله المتجسد خلال شهر كيهك المبارك، لكى نتمتع بمواهبه وبنعمته وبمعرفته الفائقة الكثيرة وبحضوره.


الصوم هو علاقة حب بالمسيح يسوع ربنا، وهو أغنى أيام السنة يعيش فيها الإنسان حياة العطاء والصلاة والفرح السماوى، وهو الإمتناع عن كل شر وشبه شر، لذلك تلتزم الكنيسة بفترة الإنقطاع عن الطعام حتى نجوع مثل المسيح له المجد.. 

 

 

فنحن مطالبون بالصوم لا بالجسد فقط، بل بالروح أيضًا.. لأن خبز السماء هو غذاء القديسين.. فينبغى أن يكون مع الصوم صلاة حارة خلال هذه الفترة التى تعيشها ونكون فى حالة النقاء القلبى والطهارة والأتضاع والهدوء والأنسحاق والصدقة والتسليم الكامل لله، الصوم والصلاة شئ واحد لا يفترقان كل منهما لازم الآخر، فهذا من شروط الصوم المقبول لدى الله.

الجريدة الرسمية