قليل من السياسة!
لم يكن أمرا موفقا استهلال العام الجديد برفع أسعار تذاكر المترو.. لم يكن المليار جنيه الذى تعول الحكومة على جمعه من زيادة أسعار المترو تنقص كثيرا لو أرجأت ذلك بضعة أيام قليلة نكون فيها قد تجاوزنا افتتاحية العام الجديد حتى لا يتوفر في أذهان عموم المصريين أن عامهم الجديد عنوانه هو ارتفاع الأسعار بينما كانوا يأملون فيه أن يكون عاما يتراجع فيه التضخم ويتم السيطرة فيه على الغلاء الذى يعانون منه منذ العام قبل الماضى.
قليل من السياسة كان يدفعنا لتأجيل أى زيادات في أسعار الخدمات الحكومية لبعض الوقت حتى يأخذ معدل التضخم فعلا في الانخفاض، خاصة وأن هناك من روجوا لتكهنات ارتفاع الأسعار بعد الانتخابات الرئاسية التى لم يمر على إعلان نتائجها سوى أيام قليلة فقط.
ولعل هذا ما ينقصنا ويبدو شحيحا في العمل الحكومى لدينا للأسف الشديد.. فلا يكفى اتخاذ قرارات ضرورية من وجهة نظر السلطة التنفيذية، إنما الأهم أن يتم اختيار التوقيت السليم والمناسب لإعلان هذه القرارات حتى تلقى قبولا لدى الرأى العام أو على الأقل تفهما، ولا تعطى انطباعات غير سليمة..
خاصة وأن صندوق النقد الدولى أبدى تفهما لإتمام الحكومة بمواجهة التضخم واعتباره أولوية تسبق تعويم الجنيه، والذى يترتب عليه انخفاض في قيمته تجاه العملات الأجنبية وبالتالى ارتفاعا في الأسعار للسلع والخدمات.
قليل من السياسة يصلح الأحوال، بينما شُح السياسة في ممارسة السلطة التنفيذية لنشاطها وعملها يربك عملها ويفقدها رضاء الرأي العام الذى هو أمر ضرورى لها وهي تدير البلاد، وخاصة الإقتصاد الذى يؤثر بشكل مباشر على حياة الناس وأحوالهم المعيشية التى تعد أهم اهتماماتهم.
