حقيقة المبادرة المصرية!
نشرت صحيفة إسرائيلية أن مصر قدمت لإسرائيل مبادرة لإنهاء الحرب تتكون من ثلاث مراحل، تبدأ بهدنة لمدة أسبوعين يتم خلالها الإفراج عن أربعين أسيرا إسرائيليا في غزة، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، وتنتهي بانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، بعد تشكيل حكومة كفاءات لإدارةَ القطاع والتوصل إلى صفقة لتحرير كل الأسرى الإسرائيليين، مقابل تبييض السجون الإسرائيلية والإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين..
وقالت الصحيفة الإسرائيلية أن المبادرة المصرية تحتفظ لحماس والمنظمات الفلسطينية الأخرى المسلحة بتواجدها المسلح في القطاع وهذا غير مقبول إسرائيليا، ومع ذلك فإنه يمكن بحث المبادرة المصرية إسرائيليا.
ومن جانبها أعلنت حماس رفضها التنازل عن حكم غزة، بينما أعلنت السلطة الفلسطينية رفضها تولى حكومة كفاءات السلطة في غزة والقطاع للتشكل في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، ثم أعلنت السلطة الفلسطينية بعد يوم أنها توافق على المبادرة المصرية المعدلة.
وفي خضم هذا الزخم الإعلامي الذي بدأته صحيفة إسرائيلية حول المبادرة المصرية إكتفى مصدر مصري مسئول بالقول أن هذه المبادرة مجرد مشروع أولي سوف يتبلور في ضوء مواقف الأطراف المعنية..
وهكذا الكل تحدث عن المبادرة المصرية ومواقفهم منها إلا نحن أصحاب المبادرة.. وكانت البداية في إعلامنا بالمبادرة إسرائيلية من خلال صحيفة إسرائيلية سربت لها الحكومة هذه المبادرة.. وهذا أمر غير مستساغ.. فقد كان يتعين أن نتحدث نحن أولا عن مبادرتنا..
أعرف أن عرض مبادرات يقتضي ألا يتم أمام الكاميرات والميكروفونات، ويتم عادة في الغرف المغلقة لآن التفاوض السري هو الأسلوب الأمثل في هذا الحال.. ولكن ما إن سربت الحكومة الإسرائيلية المبادرة إلى تلك الصحيفة الإسرائيلية كان علينا أن ننقل الأمر برمته إلى العلن، خاصة بعد أن أعلنت حماس موقفها وأعلنت السلطة الفلسطينية موقفها هى الأخرى..
إن إسرائيل حينما لجأت للكشف عن تلك المبادرة إعلاميا كانت تريد إجهاضها بالطبع، وهنا فإن استخدامنا للإعلام كان سيعد ردا على إسرائيل ومحاصرتها لتقبل المبادرةَ في نهاية المطاف.