رضاء إسرائيل!
الإدارة الأمريكية تميل إلى أن تتولى السلطة الفلسطينية حكم غزة مستقبلا بعد انتهاء الحرب، ولكن لأن نتنياهو يرفض ذلك فقد اقترحت الإدارة الأمريكية تغيير هذه السلطة لترضى عنها إسرائيل، كما قال بايدن..
وهذا يعنى أن رضاء إسرائيل هو الأمر الأهم بالنسبة لواشنطن الآن.. هذا يدعونا إلى أن نشك في اللاءات الأمريكية الخاصة بغزة، والتى تشمل التهجير القسرى للفلسطينيين خارج قطاع غزة وتوطينهم في سيناء.
فإن عمليةَ أو مؤامرة التهجير القسري لأهل غزة يتم تنفيذها الآن عمليا بدفعهم بقوة السلاح إلى حدود القطاع مع مصر، حيث صارت رفح الفلسطينية يقيم فيها الآن نحو نصف أهل غزة بعد أن كان عدد هؤلاء السكان لا يتجاوز 300 ألف فلسطينى فقط..
وهذا العدد قابل للزيادة في ظل الاستهداف بالقصف الجوى لأهالى خان يونس التى نزح إليها أعداد كبيرة من الفلسطينيين من قبل.. وحتى الآن لم يصدر مجرد تصريح صحفى من مسئول أمريكي يستهجن ذلك، أو يطلب من الإسرائيليين التوقف عن دفع أهل غزة للهجرة في اتجاه الحدود المصرية..
بل أن الإدارة الامريكية كل ما يشغلها الآن كما يعلن مسؤولوها هو مستقبل غزة بعد انتهاء الحرب، والاتفاق مع الإسرائيليين على موعد مناسب لوقف القتال.
إن أمريكا لم تتوقف عن مد إسرائيل بالسلاح والمال حتى الآن، ولو كانت جادة فعلا في منع التهجير القسري لأهل غزة لأوقفت تقديم المال والسلاح لإسرائيل، وقتها سوف تضطر إسرائيل إلى أن توقف حربها وتتراجع عن تنفيذ مؤامرة التهجير القسري لأهالى غزة إلى سيناء بعد حشرهم في مساحة ضيقة على الحدود المصرية وهى رفح الفلسطينية.
وذات الأمر ينطبق أيضا على المهلة التى منحتها واشنطن لإسرائيل لكى تنتهى من هذه الحرب.. إن أمريكا التى تعتبر ما يقوم به الفرقاء السودانيون من اقتتال من قبيل جرائم الحرب لا ترى في الوحشية الإسرائيلية في غزة أية جرائم حرب، ولكنها ترى أن إسرائيل تدافع عن نفسها!