عودة كارلوس!
كثيرون لا يعرفون إلييتش راميريز سانشيز الشهير بـ كارلوس.. إنه حالة قريبة من مستر إكس التي قدمها الفنان الكبير الراحل فؤاد المهندس.. الفرق فقط في الجدية.. بعيدًا عن الكوميديا ولزوم الأكشن.
كنا نتابع قصص وحكايات وحواديت كارلوس في الثمانينيات والتسعينيات وبكل صراحة كنا نتابعه بفخر وسعادة ودهشة.. ونتساءل في إعجاب واستعجاب: ما الذي يجعل شابًّا فنزويليًّا ثريًّا يلتحق بمنظمات ثورية ويصل إلى هذا القدر من العنف والإيمان بما يفعل إلى حد الانضمام إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين!
وهي التي يرأسها أحد كبار رموز النضال الفلسطيني وثالث ثلاثة أسسوا منظمة التحرير الفلسطينية. ياسر عرفات (يسبقه أحمد الشقيري) عن حركة فتح.. جورج حبش الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. نايف حواتمة عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ثم انضم إليهم مجموعات ومنظمات أقل في الشهرة وفي التأثير تشكلت منهم جميعًا منظمة التحرير الفلسطينية.
والسؤال: كيف يصل الإيمان بعدالة القضية الفلسطينية إلى هذا الحد بانضمام شباب من الشاطئ الآخر إلى الأطلنطي؟!
الإجابة: عدالة القضية ووصولها إلى الرأي العام بشكلها الصحيح.. وكارلوس الذي حيَّر أغلب أجهزة مخابرات العالم -اختطف مجموعة وزراء أوبك حتة واحدة وذهب بهم إلى بلد آخر وأفلت في النهاية واستطاع الهرب- وتعددت جوازات سفره وتغيرت ملامحه بفعل عمليات جراحية وموهبته في التنكر لكنه وفي زمن آخر -رديء وليس ببعيد مختلف- تنكر له بعض العرب وأسهمت دولة عربية شقيقة في تسليمه بعد عشرين عامًا من المطاردة نفيًا لصلتها بالإرهاب!
كارلوس -يستحق عملًا سينمائيًّا كبيرًا- الذي هو رهن التحفظ.. والذي بدأ شابًّا صغيرًا في أوخر الستينيات أوائل السبعينيات واستمر مؤثرًا وفاعلًا حتى التسعينيات.. ستؤدي الظروف الحالية إلى استنساخه.. وسيشهد العالم صراخًا مدويًا نتيجة ما يحدث في غزة.. لكن بوسائل أخرى!
وسترون.. وسيرون.. وسيرى العالم كله!