ازدراء الأوطان!
لماذا لا تكون هناك تهمة بالعنوان أعلاه؟ الناس كما تشعر بالغضب والمهانة للتعرض لمقدساتهم، ومحاولة المساس بها فعلا أو قولا يشعرون أيضا بالمهانة عند التعرض لأوطانهم التي ليس بالضرورة أن يكون ازدراؤها بالألفاظ أو بالتجريح المباشر.. إنما يتحقق ذلك -في أحيان كثيرة- بتقديم صورة مسيئة.. سلبية ومغايرة عن الحقيقة لشخصية وطبيعة أهل الوطن!
فمن يقدم -مثلا- صورة عن مصر تسئ لهذا البلد العظيم يزدري الوطن.. ومن يقدم صورة عن المصريين أنهم يكرهون الأشقاء ويحبون الأعداء لا يبالون بمصالح أخوتهم ولا مقدساتهم ولا دماؤهم ولا ممتلكاتهم ولا أموالهم ولا أرضهم ولا يفرق بين البلاد العربية والأشقاء فيها وبين الجماعات المتطرفة هناك..
ولا يختار التوقيت المناسب لتناول مثل هذه الأمور وإظهار المصري أنه لا يعرف إلا لغة المال، فارغا من أي مضمون روحاني أو تاريخي أو ثقافي.. نقول: من يفعل كل ما سبق يزدري الوطن وأهله بكل تأكيد! لا يعبر عن جموع المصريين الكرماء الأصلاء الطيبين!
الفرق بين حرية الرأي وبين ازدراء الأوطان والشعوب يحتاج إلي مناقشة وإلي توضيح وإلي تشريعات.. وكل هذا ممكن.. لكن أن تجد فجأة من يمثلك أمام العالم تمثيلا سلبيا مهينا لارتباطات ومصالح وعقود فضائيات وبرامج وأموال بالدولار أو عملات أخري فهو الذي لا نقبله ولا نرضاه!