خيارت ما بعد الهدنة.. وهل استعد لها العرب؟!
تواترت الأنباء عن مفاوضات بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية برعاية مصرية قطرية في الدوحة تبحث- حسبما أفادت هيئة البث الإسرائيلية- وقف طويل لإطلاق النار في غزة، مقابل الإفراج عن كل الأسري الإسرائيليين، في صفقة ربما تشمل أيضًا تبادل كبار الأسري الفلسطينيين.. لكن الجيش الإسرائيلي يعارض ظاهريًا، وربما حفاظًا على ماء الوجه، وقف الحرب مقابل استعادة المحتجزين.
وقد نسب إلى مصدر مطلع قوله إن مسئولين مصريين وقطريين وأمريكيين وإسرائيليين اجتمعوا في الدوحة للبناء على التقدم المحرز على صعيد تمديد الهدنة في غزة، حيث وصل مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز إلى الدوحة -بحسب صحيفة واشنطن بوست- لعقد اجتماعات للتوصل لصفقة موسعة بين إسرائيل وحماس اللتان يواجهان ضغوطًا أمريكية لتوسيع مفاوضاتهما بشأن الرهائن لتشمل الإفراج عن الرجال والعسكريين.
حل دائم للقضية الفلسطينية
والسؤال: هل ستختلف شروط وبنود الصفقة التي جرى ويجري على إثرها تبادل الأسري من النساء والأطفال، عند انتهاء هذه الشريحة وبدء الحديث عن بقية الأسرى وخصوصًا جنود وضباطً الاحتلال.. وهل سترضخ تل أبيب –كما رضحت من قبل- لشروط المقاومة التي يبدو حتى الآن أنها تدير المشهد بكفاءة أربكت القادة السياسيين والعسكريين لإسرائيل التي باتت مقسومة ومهزومة أكثر من أي وقت مضى.
بعض المراقبين يرون أن الحوار الحالي بين قطر والمقاومة وإسرائيل نحو فض الاشتباك من خلال وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى، مقدمة طبيعية تمهد للانتقال بعدها مباشرة إلى مرحلة التفاوض الجاد بين تمثيل موحد للشعب الفلسطيني وبين إسرائيل حول حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية طبقا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن..
وهو مسار منطقي طال انتظاره وتتجه لدعمه بقوة بعض القوى االفاعلة دوليًا؛ خصوصًا في ظل ما يجري تداوله علنًا ووراء الكوليس داخل إسرائيل عن خسائر غير مسبوقة في الأرواح والعتاد، وفشل الأخيرة في الوصول للأنفاق، أو استهداف قوى المقاومة التي بدت مسيطرة تمامًا على الميدان والتفاوض، حين خرجت لتسليم الأسري الإسرائيليين في شمال غزة التي ادعى جيش الإحتلال أنه أحكم سيطرته عليها..
فهل تحسن الدول العربية استثمار الفرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة استنادًا للشرعية الدولية والإجماع العربي، الذي بات أضعف حلقة في رسم سيناريوهات المستقبل في المنطقة، بعد عجزهم عن لجم آلة القتل والتدمير الإسرائيلية على مدى أكثر من 45 يومًا متواصلة.. وهل يقتنع قادة إسرائيل أن الحرب لن تجلب لها الأمن ولا الاستقرار، ولن تعيد ترميم ما تهشم على صخرة طوفان الأقصى!