فضيحة العسكرية الإسرائيلية
لطالما زعم الصهاينة كذبا أن جيشهم هو الأكثر أخلاقيا رغم أنهم أقرب إلى العصابات، بل أن نشأتهم بدأت كذلك ليصبحوا أقرب للمرتزقة.. وللعسكرية في كل العالم قواعد صارمة وميثاق شرف لا خلاف عليه، وهناك ضوابط للتعامل حتى مع جثث الطرف الآخر في ساحة الحرب، واحترام الزي العسكري.
ويرجع تاريخ العسكرية الصهيونية إلى ملف التطهير العرقي داخل فلسطين عقب حرب 1948 (مذبحة بلدة الشيخ 1947، مذبحة دير ياسين 1948، مذبحة قرية أبو شوشة 1948، مذبحة الطنطورة 1948، مذبحة قبية 1953، مذبحة قلقيلية 1956، مذبحة كفر قاسم 1956، مذبحة خان يونس 1956، وغيرها) وجاءت الاعترافات ـ فيما بعد التعتيم والتكذيب على لسان ضباط من جيش الاحتلال، سجلوا في مذكراتهم مشاهد من المذابح.
وهناك ملف كامل عن جرائم قتل المصريين فى العام 1949 بقرية أم الرشراش المصرية (ميناء إيلات)، حيث تم قتل كل أهالي القرية وقوات الشرطة المصرية.. إلى جانب جرائم حرب 67، حين كان التكذيب والتعتيم الإسرائيلي متعمدا، حتى عرض فيلم «روح شاكيد» جريمة قتل الأسري المصريين ودفنهم أحياء ودهسهم بالدبابات..
أخلاقيات جيش الإحتلال
وتعد مذبحة صبرا وشاتيلا إحدى أكثر الفصول الدموية في تاريخ الشعب الفلسطيني، والتى راح ضحيتها العشرات بين أطفال ونساء وشيوخ في جنوب لبنان ثم مجزرة قانا في لبنان، وهذه الجرائم والمجازر والاغتيالات التي قام –ويقوم- بها الجيش الإسرائيلي لهي دليلٌ على نفي مفهوم أخلاقياته العسكرية وطهارة سلاحه.
الأمر الذي يتطلّب وضع آليات واشتقاق الوسائل المهنية والقانونية والإعلامية لفضح وتعرية هذا الجيش الذي يتغنَّى بأخلاقيّاته العسكرية وطهارة سلاحه، فكثيرةٌ هي الممارسات العدوانية التي ارتُكِبَتْ بحق أبناء الشعب الفلسطيني من قتلٍ وهدمٍ للبيوت ومصادرة الأراضي، وتوسيع الاستيطان..
ومنذ ما يزيد عن شهر وغزة تتعرض لأشرس عدوان بربري وهمجي تنفذه الآله العسكرية الاسرائيلية ضد كل أشكال الحياة في القطاع الصامد، فالقتل والتدمير هما الهدف الرئيسي لهذه الحرب العدوانية الظالمة، إعتقادًا من صناع الموت والقرار السياسي في حكومة الإحتلال بأن إلحاق أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية في أوساط الفلسطينيين بين الحين والآخر سيردعهم ويبقيهم تحت سقف الهزيمة النفسية..
من الظلم أن يصور الصاروخ الفلسطيني إعلاميًا وكأنه يقابل ويوازي الصاروخ الإسرائيلي من حيث التأثير والفاعلية، فحجم الرأس المتفجر لأكبر صاروخ فلسطيني لا يتعدى (20كغم)، أما الصاروخ الاسرائيلي فيتجاوز أل (1000 كغم)، بمعنى آخر، كل الصواريخ الفلسطينية التي استخدمت حتي الآن، يقابلها عشرة صواريخ اسرائيلية من بين الآلاف التي سقطت فوق بيوت غزة ورؤوس قاطنيها..
فالصاروخ الحقيقي الذي يصعب نزع فتيله هو الكراهية، والكراهية لا تزول إلا بزوال الإحتلال بعد جيل أو جيلين على الأقل! فهل يدرك نتنياهو وطغمته الحاكمة أنهم لازالوا يحصدون ما زرعه (بن غوريون) وزمرته، وبأن الجيل الاسرائيلي القادم سيجني ثمار ما يغرسون اليوم؟ ومن بين المفارقات الاخلاقية المزعومة لهذا الجيش المجرم، بأنه يطالب الفلسطينيين بإخلاء منازلهم قبل قصفها..
لكن أجهزة حماس العسكرية تمنعهم من القيام بذلك بالقوة، ومع هذا يسارع إلى إطلاق وإلقاء الآف الأطنان من القذائف والصواريخ المتفجرة فوق بيوتهم دافنًا المئات منهم تحت الركام، ومخلفًا آلاف الجرحى والآف البيوت المدمرة، والأدهى من هذا كله أن صفارة الإنذار الاخلاقية التي يحذر من خلالها هؤلاء الأبرياء لا تمنحهم ثانية واحدة للنجاة، لأنها مجرد صاروخ تحذيري محدود الانفجار، حتى وإن انتزع بمعيته بعض الأرواح..
يتبعه بعد عدة دقائق أبطال سلاح الجو بالقاء حمولتهم الدفاعية من عشرات الصواريخ الامريكية الصناعة والتمويل، والتي يزن أقلها الطن الواحد من المتفجرات.
وهكذا أصبح الصراع يتجاوز تلك المقارنة الكسولة بين إسرائيل وحماس. وقد أصبح كثيرون في الغرب يرون أن هناك فارق كبير بينهما يقتضي أن حماس هي الخير بينما تمثل إسرائيل الشر. يرى العالم كله تقريبا أن اسرائيل دولة أرهابية بينما يعتبرون يحيى السنوار ورفاقه مدافعين عن الحرية ويشيدون بهم في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الرأي العام الأمريكي والبريطاني، وبالطبع في الدول العربية.