هل يفعل الأغنياء العرب ما فعله إيلون ماسك؟!
ما فعله الملياردير الأمريكي من أصل أفريقي إيلون ماسك مالك منصة التواصل الاجتماعي تويتر أو X، بتخصيص جميع عائدات إعلانات شركته X Corp لحساب المستشفيات في غزة وإسرائيل وللهلال والصليب الأحمر.. يدعو للدهشة بصرف النظر عن دوافع ماسك من هذا العمل الإنساني المهم.
كما يدعونا للتساؤل: أين أغنياء العرب والمسلمين مما يجري في غزة.. لماذا تخلفوا عن نصرة أهلها.. ولماذا لا يبادرون بنجدة الأشقاء كما فعل ماسك.. وأين مجتمعنا المدنى مما يجري.. لماذا يأتي رد الفعل العربي متأخرًا؟!
فإذا كنا لا نعلم أن أهل غزة والضفة الغربية هم حائط الصد الأول للدول العربية التي تطوق إسرائيل التي لا تظهر نواياها وأطماعها في تصريحات المتشددين من أهلها عن ضرورة إبادة العرب، استنادًا لإسناد ديني "تلمودي" يؤسس قناعات الإسرائيليين على أساس أن حدود دولتهم المزعومة من النيل للفرات.. فإذا كنا لا نعلم ذلك فتلك مصيبة.. وإذا كنا نعلم ولا نتحرك فالمصيبة أعظم!
إيلون ماسك ودعم غزة
إيلون ماسك يبدو وكأنه يجدف ضد التيار؛ فالبيت الأبيض، أعلن أنه لن ينشر إعلانات للحملة الرئاسية الجديدة للرئيس جو بايدن على شبكة التواصل الاجتماعي X “تويتر سابقا”، بسبب موقف مالكها إيلون ماسك، من الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة، والتي يواجه بسببها اتهامات بمعاداة السامية.
وهو ما دفع منصة “إكس” لرفع دعوى قضائية ضد جماعة ضغط ذات ميول يسارية التى اتهمت المنصة بالسماح بظهور منشورات معادية للسامية بجانب إعلانات تجارية، وتستند تلك الدعوى إلى أن مجموعة "ميديا ماترز فور أمريكا" تلاعبت بالبيانات في محاولة من أجل تدمير المنصة؛ الأمر الذى دعا شركات من بينها أبل وديزني وآي بي أم وكومكاست لوقف إعلاناتها على منصة "إكس" منذ أن قامت ميديا ماترز المعنية بمراقبة المنافذ الإعلامية بنشر تحليلها.
ولم يكن تبرع إيلون ماسك لغزة هو موقفه الوحيد الداعم لها؛ بل إنه سارع بالاستجابة لمطالب توفير خدمة الإنترنت الفضائى Starlink في القطاع بعد أن قطع العدوان الإسرائيلي الاتصالات عنه، وانتصر ماسك لهاشتاج #starlinkforgaza، معربًاعن محاولته للتواصل مع المنظمات المساعدة لهذا الأمر المعترف بها دوليا ودعمها.
بينما تجاهل طلب تل أبيب أن يزودها بالإنترنت الفضائى خلال الحرب لضمان تدفق الإنترنت على بلدات إسرائيلية قريبة من مناطق الصراع.. وفقًا لما قاله موقع ذا إنديان إكسبريس "the Indian express"!
والحق أن أداء منصة إكس "تويتر" سابقًا كان داعمًا لقضية فلسطين؛ خلافًا لمنصات ومواقع تواصل اجتماعي أخرى أظهرت انحيازًا واضحا لإسرائيل؛ ذلك أن إيلون ماسك لم يقدم على تطبيق خوارزميات تقييد الرأى التى استخدمها فيس بوك.
كما أنه أزال مؤخرا علامة التوثيق الزرقاء للحساب الرسمى لـ أفيخاى أدرعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى للإعلام العربى، وهو ما أثار حالة من السعادة بين العديد من مستخدمى تويتر في العالم العربي.
وهو ما يجعلنا نتمنى أن نجد من الأغنياء العرب من يبادر بدعم أهلنا في غزة كما فعل إيلون ماسك.. فما أكثر ما يحتاجون إليه من دعم وإغاثة في مواجهة آلة القمع والإبادة الإسرائيلية التي دمرت مساكنهم وأوقعت أكثر من 14 ألف شهيد منهم بينهم نحو 6 آلاف طفل.. فهل يفعلها الأغنياء العرب؟!.