تطوير الهجوم النازي صوب الجنوب
وافق مجلس الأمن الدولى أمس بعد طول غياب على قرار ملزم لإسرائيل وللمقاومة، وهو القرار الذى لن يرى النور، ولن تطبقه إسرائيل، وسوف يلحق بتوصية الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أدانت قتل المدنيين في غزة.. فى سلة المهملات الدولية.
ولقرارات مجلس الأمن قوة الإلزام وقوة التنفيذ، وحين تتمرد دولة يخاطبها القرار بالتزامات محدد، فإن المجلس الذي يحكم الكرة الأرضية يلجأ إلى الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يفوضه حق استخدام القوة وتجييش الجيوش.
فعلوا ذلك في غزو العراق، وفعلوا ذلك دون حاجة إلى مجلس الأمن في تدمير ليبيا لكن حصلوا على موافقة جامعة الدول العربية في عهد عمرو موسى. وقتل العقيد الراحل معمر القذافى.
لم تمض ساعات على صدور القرار الذي صدر بموافقة الخمسة الكبار، ثلاثة منهم هم الآن بلطجية العالم، أمريكا وفرنسا وبريطانيا، ووافقت عليه الصين ووافقت روسيا التى رفضوا لها تعديلا قبل التصويت..
أقول لم تمض ساعات على صدور القرار حتى أعلنت الخارجية الإسرائيلية أنها لن تعلن الهدن المقررة إلا بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. فهل امتناع إسرائيل عن تنفيذ بنود القرار يعني تطبيق الباب السابع عليها وتنفيذ القرار بالقوة؟
الهجوم من الجنوب
أقول نكتة سخيفة بالتأكيد، أو لعلى واهم، أو أتخيل، كم من قرارات صدرت ضد أنظمة عربية، وتصدرت أمريكا للهجوم والتدمير بمقتضى الباب السابع، لكن لم يحدث قط أن أجبرت أمريكا دولة الإرهاب الصهيونية الإجرامية على تنفيذ قرارات مجلس الأمن، وأبرزها، إقامة دولة فلسطينية علي حدود ما قبل حرب يونيو عام 1967.
لو تأملنا صياغة القرار المالطى، وهو صياغة تقدمت بها دولة مالطة، وبالتأكيد عرضت على الخمسة عشرة دولة بالمجلس، عشرة منهم أصوات مرجحة فقط أو ممتنعة لا قيمة حقيقية لها، فسنجد أن الصياغة مطاطة، تسمح لإسرائيل بالرفض، وارتهان تنفيذ الهدن الممتدة والسماح بإدخال المساعدات لجميع أرجاء الشريط المكتوى بنيران الجيش النازي الاسرائيلي، بأن تطلق حماس سراح جميع الرهائن بلا قيد ولا شرط..
نعم بلا قيد ولا شرط، أي لا تطلب المقاومة المعاملة بالمثل، أي إطلاق سراح آلاف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بالسجون ومراكز الاعتقال النازية الإسرائيلية..
هذه الصياغة تخلت عن إدانة إسرائيل، لأنها صياغة أمريكية في الأساس، وهى كما ترون تمنح إدارة بايدن بعض الدم إلى وجهها القبيح..
ومادام مجلس الأمن تحرك، وقدم أقصى ما عنده، وما دامت إسرائيل تستطيع الإفلات من مقتضيات القرار، فإن التجهيزات تتم الآن على قدم وساق لتطوير الهجوم إلى الجنوب، بدعوى أن حماس نزحت من الشمال ومن الوسط إلى خان يونس وإلى رفح!
خطوة كهذه، تعني إزاحة المليون ونصف مليون فلسطيني في الجنوب نحو حدودنا.. يحاصرهم الجيش النازي الإسرائيلي بالنيران، ويواجههم الرفض المصرى بالاندفاع وانتهاك السيادة المصرية.. خطوة كهذه تعنى فرض الحرب علينا، ما لم تتمكن الحكمة وقوة الردع المصرية من كبح جماح الإرهاب الذي يحكم إسرائيل برعاية أمبراطورية الشر المطلق الولايات المتحدة الإسرائيلية.
ونتابع..